رسالة اليوم

09/05/2024 - النَّظرُ إلى الأمامِ

-

-

ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ وَحَفَرَ بِئْرًا أُخْرَى وَلَمْ يَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا، فَدَعَا اسْمَهَا «رَحُوبُوتَ»، وَقَالَ: «إِنَّهُ الآنَ قَدْ أَرْحَبَ لَنَا الرَّبُّ وَأَثْمَرْنَا فِي الأَرْضِ». (التكوين ٢٦: ٢٢)

عندما انتقل إسحاقُ إلى جرار هرباً من الجوعِ، أخبره اللهُ بأن لا يذهب إلى مصرَ. بدا على الفور كخادمٍ أمينٍ بطاعته للأمر الإلهي. لذا، حينما يقول الربُّ شيئاً ويرشدنا وينصحنا بشأن موضوعٍ ما، من الأفضل أن نطيعه، لأنَّنا نُظهر بذلك محبَّتنا له (يوحنا ٢١:١٤)، لكنَّنا ما لم نطِعه، سيأتي اليوم الذي سنكون بحاجة إلى معونته ولن نجدها.

تُكافأ طاعةُ العلي دوماً بخيراتِ السَّماء، حتى في حين خوضنا بعضَ المصاعب، فإنَّ الله يعلم كيف يجهّزنا لعمله. لذلك، لا يجب ألا تُحبطنا المصاعب التي نجتازها في أيِّ ناحية من الحياة. ابقَ ثابتاً ولا تسقط حتى إن كانت التَّجارب كبرى، لكيلا يضعك العدوُّ في قبضته. فإنَّ حرِّيتك هامَّة أثناء مسيرتك.

كاد أبيمالك في تلك الأيام أن يأخذ لنفسه رفقةً زوجة إسحاق، وأخذ سارة في أيام إبراهيم. حسناً، لقد تصرَّف الله وجعله يرى إسحاق يمضي وقتهُ مع زوجته (تكوين ٨:٢٦). إنَّ الطرق التي يستخدمها الآب للنَّجاة عديدة وفعَّالة، ما دام ليس هناك ما يعوق الطريق. يوصينا الكتاب المقدَّس أن تكون ثيابنا بيضاء في كلِّ وقت، لكي نستطيع الحصول على المعونة عندما تأتي التَّجارب.

لقد زرع إسحاق في نفس السنة، وأعطاه الله حصاداً لا يُصدَّق، مثبتاً بأنَّ إسحاق كان بين يديه. ثمَّ، واصل إسحاق الازدهار في الأرض وبدأ الحسد ينشأ بين الفلسطينيّين، فبدأوا يسيئون معاملته. لكنَّنا لم نسمعه قط يقول بأنَّه قلق بشأن ذلك، ثمَّ إنَّ الله الذي أمره بالبقاء هناك، كان عالماً بما يفعل. هللويا!

هل ترى كم يبدو الشخص الذي لا يطيع الله سيئاً وأحمقاً؟ كان من الممكن أن يستخدم الفلسطينيّون الآبار التي حفرها إبراهيم، إلا أنَّهم ملأوها بالطوب. واليوم، يتصرَّف الضَّالون بنفس الطريقة، لأنَّهم لا يكترثون بالمياه التي نقدِّمها لهم والتي بإمكانها أن تروي عطشهم للحقِّ. لكنَّ الحكماء لا يحتقرون إعلانات الله.

لقد طلب أبيمالك من إسحاق أن يبتعد عنه، لأنَّه أصبح أقوى منهم بكثير. فسمع إسحاق لطلبه وانتقل للعيشِ في وادي جرار، ناصباً خيامه هناك. ومع ذلك، طلب رعاةُ جرار أن يحفر خدمه بئرين. لم ينتقم إسحاق أو جمع جيشاً لتدمير الفلسطينيّين، بل صدَّق حقيقة أنَّ الله هو المُسيطر.

ثمَّ حفر بئراً أخرى، ولم تكن هناك فتنة. ودعاها "رحوبوت"، لأنَّ الله رحَّبها. ثمَّ ارتحل إلى بئر سبع حيث وجد الربَّ وتلقَّى منه المواعيد. إذن، الدرسُ هو: سوف يُبارك أخيراً كلُّ من يخدم الله.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز