رسالة اليوم

11/05/2024 - سببُ تعاملاتِ الله

-

-

اسْتَجِبْنِي يَا رَبُّ اسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هذَا الشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعًا». (الملوك الأول ١٨: ٣٧)

لن يمنح الربُّ صلاحيَّاته لشخص يهدفُ لإبرازِ نفسه، أو لنوال شيء مختلف عن شهاداته. احذر! إنَّ العدوَّ قادر على تحويلك لشاول جديدٍ، إن لم تصغِ للكلمة. لن يتصرَّف الله بفوضى، لكنَّه يعمل على الوفاء بوعوده، راجيَّاً منك أن تفي نذورك أيضاً.

كان وضعُ مملكة الشَّمال معقداً. فقد استهان آخابُ وزوجته الفاسدة بـ "الشَّخص" الذي أخرج العبرانيّين من مصر، وأعطاهم أرضَ الموعد. وقد باعا نفسيهما للشيطان، وبسبب ذلك ابتعدت الأمةُ بأكملها عن الله، وبحثت عن المساعدة من الأعداء. لطالما جرَّب إبليس الكثيرين لكي يفعلوا ذات الأمر، وبالتالي أطاعه العديدُ منهم. فلا تسقط بأكاذيب الشيطان.

لقد قتل هذان الزوجان أنبياءَ الله. وقد اشتدَّ الوضع إلى درجة أن يختار الربُّ أحد سكَّان جلعاد لينصح آخاب. إنَّ الذين يعبدون العليَّ بالروح والحقِّ (يوحنا ٢٤:٤) سوف يتمُّ استخدامهم بطريقة مذهلة، إن لم يخشوا التحدّي الذي يواجهونه. لقد نصح إيليا الملكَ، الذي لم يستمع إليه. وكنتيجة لتصرَّفه، أعلن النبيُّ أنَّ السماء سوف تنغلق.

لم يكُن مطراً ولا ندى لمدَّة ثلاث سنين وستة أشهر. ثمَّ، أرسل آخابُ جيشه لمطاردة إيليا في كلِّ مكان، إلا أنَّه لم يجده. إلى أن حان اليوم الذي أمره الربُّ بأن يمثل أمام الملك، فقال إيليا ذو العزَّة السَّماوية لآخاب أن يقابله في جبلِ كرمل مع كلِّ إسرائيل وأنبياء السواري والبعل، لأنَّه أراد أن يثبت له من هو الله الحقيقي، وهذا ما حدث (ملوك الأول ٣٩:١٨).

لا يجب على رجل الله استخدام الفساد أو الحيلة أبداً. حتى لو اجتاز في مصيبة معينة، فلن يتمَّ تدميره ما لم تكُن تلك هي إرادة الله. انتظر إيليا كشف سحرة إسرائيل وهم يدعون الشياطين للردِّ عليهم. من ثمَّ، أظهر للجميع بصلاةٍ بسيطةٍ من يكون اللهُ الحقيقي (ملوك الأول ٣٦:١٨-٣٧).

أجاب الربُّ النبيَّ بالنار عندما صرخ، فتذلَّل الشيطان أمام وجوه كثيرة مذهولة. يجب أن يحدث هذا معك في معاركك، فلا تسِر وراء ما تراه عيناك. والآن، إن كان شيء من الله، فسوف يجعلك تطيع ما يقوله في كلمته. ولا يجب فعل أمر لم يعلن لك الآبُ عنه. على المدعوين أن يقوموا بما أوصي لهم.

تأكَّد إيليا من قدرة الجميع على رؤية عمل الله، أثناء رؤيته العليَّ يعمل بطريقة مذهلة. بعد ذلك، صرخ الجميع بأنَّ الربَّ هو الله. إنَّنا نعلم ذلك، لكنَّ الناس الآخرين بحاجة لمعرفة ذلك أيضاً. لا تستخدم أيَّ حيلة لإثبات الحقِّ. ففي عمل الربِّ لا يسود إلا ما هو ثابتٌ. هللويا! آمين!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز