-
-
أَمَّا الَّذِي شُفِيَ فَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَنْ هُوَ، لأَنَّ يَسُوعَ اعْتَزَلَ، إِذْ كَانَ فِي الْمَوْضِعِ جَمْعٌ. (يوحنا ٥: ١٣)
لقد انتظرَ الرَّجل المشلول ٣٨ سنة ليُشفى. يجعلنا هذا الأمر نفكِّر كم عدد النَّاس الذين يعيشون بهذا الإيمان. سوف يموتُ البعض منهم بدون أن يختبروا صلاح الربِّ. لذلك، من الضّروري أن نكرز لهم بالبشارة السَّارة، وإلَّا لن يعرفوا مطلقاً الربَّ خلال وجودهم هنا، وبالنتيجةِ سيعانون إلى الأبد بسبب عدم خلاصهم.
كان الرَّجلُ الذي سُجّل شفاؤه في (يوحنا ٥) متديّناً، لكنَّه لم يعرف المخلِّص، فقط مثل الذين يتبعون طقوساً من ديانات وكنائس متعدِّدة. يا لها من مأساةٍ! هناك الملايين من الناس الذين يدعون أنفسهم مسيحيِّين، لكنَّهم لا يملكون أدنى فكرة عمَّن هو إله السَّلام والمحبَّة. إنَّهم قادرون على استخدام وسائل فاضحة وإجراميَّة لأسباب شخصية، مدَّعين أنَّهم يتصرَّفون باسم الربِّ.
عندما قدَّم يسوعُ نفسه للمريض، لو لم يقُم بالمعجزة الإلهيَّة لخسر الرَّجل فرصة العيش. يرتكب الكثيرون مثل هذا الخطأ، لأنَّهم لا يُخبرون شعبهم عن المخلِّص ولا يعلِّمونهم بأنَّهم يثبتون محبَّتهم له من خلال طاعتهم لوصاياه وحفظهم إيَّاها (يوحنا ٢١:١٤). ونتيجة لذلك، ينخدع الكثيرون بسبب تسليم أنفسهم للخطيَّة، ظانّين أنَّهم نالوا الخلاص. لن يكون الله حاضراً في المكان الذي لا يعلَّم فيه عن "الحقِّ".
لقد بيَّن الرجلُ من خلال جوابه للسيِّد سببَ عدم شفائه إلى الآن: كان يتذمَّر دائماً من الجميع ومن كلِّ شيء. مع ذلك، لم يغيِّر ذلك تفكير يسوعَ بإعطائه حياةً أفضل (يوحنا ١٠:١٠). لا يهمُّ مدى عجزك، فإنَّه لن يجعل الله يتصرَّف بشكلٍ مختلف. فقد أتى لتدمير أعمالِ الشرير. لذلك، إذا سمحت له فسوف يخلِّصك بالكامل، لكنَّ عليك أن تناديه.
بعد تلقّيه أمر حمل سريره والسّير، لم تعُد تهمَّه القوانين (يوحنا ٨:٥)، لكنَّه أطاع ونال الشفاء. قد علم عدمَ قدرته على حمل سريره بسبب قاعدةٍ في عقيدته لم يفهمها جيداً. وعندما تمَّ توبيخه فيما بعد، أكدَّ الرجلُ بأنَّ الشخص الذي شفاه، هو الذي طلب منه ذلك. وبحسب الكتاب المقدَّس، كان الفريسيّون والكتبة بذلك يصفُّون البعّوضة ويبلعون الجملَ (متى ٢٤:٢٣).
عندما سُئل الرجلُ عمّا حدث، أقرَّ بأنَّه لم يكُن يعرف الرَّجل الذي أعطاه تلك الأوامر. من الجيِّد معرفة من يكون يسوع، لأنَّه سيعطيك أكثر جداً مَّما نلت سابقاً. لذلك، اقتنِ الكتاب المقدَّس واقرأه يوميَّاً. وبهذه الطريقة لن تبقى في حالة الشّلل الروحي، ولن تظلَّ خاضعاً لقوانين عاجزة عن البركة.
لا تسترشد بتوجيهات خارج كلمة الله، التي بالتأكيد لن تجعلك ناجحاً في الحياة. لأنَّه فقط الذين يعرفون الحقَّ ينالون الحريّة. افحص نفسك وانظر إن كنت مطيعاً للتعاليم الكتابيَّة، أم أنَّك تلتزم فقط بالعقائد الدينيَّة. هناك قوَّة وحياة في يسوعَ!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز