-
-
اِسْتَيْقِظِي، اسْتَيْقِظِي! الْبَسِي قُوَّةً يَا ذِرَاعَ الرَّبِّ! اسْتَيْقِظِي كَمَا فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ، كَمَا فِي الأَدْوَارِ الْقَدِيمَةِ. أَلَسْتِ أَنْتِ الْقَاطِعَةَ رَهَبَ، الطَّاعِنَةَ التِّنِّينَ؟ (إشعياء9:51)
صنعَ اللهُ العجائبَ مع شعبِ إسرائيل عندما تصرَّفوا كذراعِ الربِّ. ولكن عندما رفضوا العَهد الذي أقامَه مع إبراهيم صاروا غصنًا جافًا وضعيفًا. وحدثَ ذاتُ الشَّيء في تاريخ الكنيسة. عندما أصدر قسطنطين المرسوم الشّهير مُعلناً أنَّ المسيحيَّة هي الدِّيانة الرَّسميّة للإمبراطورية الرُّومانية، أصبح غير المؤمنين "مسيحيين"، ولأنَّهم لم يؤمنوا بالمكتوب، توقفَ العليُّ عن أداءِ عملهِ.
صحيحٌ أنَّ مجموعات صغيرة استمرَّتْ في عمل مشيئة الآب، لكنَّ الأعمالَ العظيمة توقَّفتْ، وبسبب ذلك تمَّ خلقُ قواعد بشرية تقتضي مراعاة الضَّوابط الدِّينية. وكانت النَّتيجة أنَّهم جعلوا من الكنيسة ديناً إنسانياً دونَ سلطة إلهيّة، ولكن بقوَّة سياسيّة وماليّة كبيرة. لقد انتقلتْ الكنيسة من كونها ذراعُ الربّ إلى ذراع الجسَد، لكنّها فارغة من قوَّة الرُّوح القدس. يا لها من مأساةٍ.
شعَرَ إشعياءُ بهذا؛ فكتبَ، بإرشاد الربّ، أنّ الكنيسة بحاجة إلى أن تستيقظ. وبما أنّه ذكر هذا مرَّتين، ممَّا يمنحنا اليقينَ أنَّ الله في عجلةٍ من أمره لحدوث ذلك. ولكن مضى 600 سنة قبل أن يعتمد المسيحيُّون بالرُّوح القدس، موزّعاً مواهبه التي دخلتْ حيِّز التَّنفيذ مرَّة أخرى. حدثَ هذا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة عام 1906
تمامًا كما كان الحال في السَّنوات الذَّهبية، حيث أمر موسى ويشوع وداود والقضاة وغيرهم من الملوك الصّالحين، أن يخرج إسرائيل منتصرًا بقوَّة الربّ، نحتاج اليوم إلى تجربة ذات الشَّيء. أولئك الّذين يخلصون يحتاجون إلى الإسراع لتحقيق الخطة الإلهيَّة، لأنه دون ذراعه العاملة، لا يستطيع العليُّ أن يفعلَ شيئاً. وعندما شبّهَ يسوعُ نفسَه بالكرمة، كان واضحًا جدًا في قوله إنَّ الكرمة وحدَها لا تستطيع أن تفعل أيّ شيء. نحنُ الأغصان.
تحتاجُ الكنيسة إلى أن تتَّزرَ بالقوَّة، كما قال يسوعُ مشيراً إلى الرُّوح القدس الذي مسَحنا وأعدَّنا لكلِّ عملٍ صالحٍ. لقد أُعطِيت لنا هذه القوَّة، وعلينا الآن أن نطلبَها وننطلق لتحقيق قصد الله، والتَّغلب على الشَّر، وإنقاذ الذين وقعوا في فخِّ الشَّيطان، واستخدام مسحَة العليّ لكي يسودَ عملَه. وأفضلُ ما في الأمر أنَّ الربَّ أكَّدَ أنَّ مجدَ البيت الأخير سيكونُ أعظمَ من مجدِ البيتِ الأوَّل (حجي 2: 9)
يجب أن تكون النَّهضة نفسَها في الإلهام والنتائج، تمامًا كما كانت في أيَّام الكنيسة الأولى، وأعظم ممَّا حدث لإبراهيم الذي سَمِع أنَّ ابن أخيه قد أُسِر على يد أربعة ملوك تغلَّبوا على ملك سدوم وعمورة وبعض المدن، فسلّح 318 من ولدانِ بيته، واتَّجه إليهم للحرب وانتصرَ. لا يمكن أن نضيِّع القوَّة التي أعطيتْ لنا.
وكانت المَسحة عظيمة جدًا حتى أنَّ راحاب الزَّانية تأثرتْ بشدّةٍ، وخاطرت بحياتها واستضافت الجواسيس وأرسلتهم في اتِّجاه مختلف. نحتاج أن نرى كنيسة الله تسير بالسُّلطة الإلهيّة وتحمل الأخبار السَّارة إلى أركان الأرض الأربعة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز