رسالة اليوم

16/05/2024 - الربُّ عزَّى شعبَهُ

-

-

أَشِيدِي تَرَنَّمِي مَعًا يَا خِرَبَ أُورُشَلِيمَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَزَّى شَعْبَهُ. فَدَى أُورُشَلِيمَ. (إشعياء9:52)

إنَّ الخسَارة التي تتركها علينا الدُّروس الخاطئة كبيرة، وكذلك الدُّروس الصَّحيحة التي أعطِيتْ لنا بشكلٍ جزئي. ومن المُحزن أن نلاحظ كيف نمَتْ هذه الدُّروس في الكنائس، ممَّا أدى إلى عدم قبول المخلّصين ما لهم في المَسيح. الربُّ ضامنٌ ومتمِّمٌ لكلِّ ما هو مكتوبٌ في الكتاب المقدَّس. لذلك ابتعِد عن كلِّ ما يناقض كتابَ الله لأنه يُجري كلمتَه.

حانَ وقتُ التَّرنيم ولم تَعُد هناك حاجة لذرف المزيد من الدُّموع، ولكن للأسف نرى شكاوى كثيرة داخل الشَّعب الإنجيلي. لا يزال الكثيرون محاصرين بممارساتٍ دينيَّة سابقةٍ، ومازالوا يستجدون البركات التي يجب عليهم التَّمتع بها، دونَ أن يَفهموا ما تعنيهِ خدمة الله. الآن، عندما يتغيَّر الناسُ، يتركون إمبراطورية المعاناة ويدخلون ملكوت الله حيث يملك الحقُّ ويحرِّر.

لا تبكي عندما تصرخ لله طالباً امتلاك ما هو لك بالفِعل، لأنّه أُمرَنا أن نصرخَ إليه بالهُتاف والتَّرنيم. لا داعي لليأس أو العيش في الهزيمة، لأنك وارثٌ للهِ العليّ ووارثٌ في المَسيح (رومية 17:8). لم يصرخ السَّيد ولم يتضرَّع إلى الآب السَّماوي كي يشفي المرضى؛ بل على العكس تمامًا، فقد أمرَ بالشِّفاء والتّحرير أو إكثار الخبز والسّمك بطريقة إيجابية، وتمَّ إنجازُ العَمل.

لماذا نحتقر التَّعاليم الإلهيَّة ونستخدم الأكاذيب أو أنصاف الحقائق المنتشرة في أماكن كثيرة؟ والآن، لن ننجوَ إلَّا عندما نعرف الحقيقة ونُمسِك بها. كما تُخبرنا الكلمة أنَّه يجب علينا أن نعبد الربَّ بفرحٍ (مز 100: 2). أولئك الذين يتجاهلون الكتاب المقدَّس لا يعرفون تعليمات الربَّ ويأمرون الآخرين بفعل أشياء لا تُجدي نفعاً.

علينا أن نهتف بأغاني المديح. وهذا يعني أنَّ الله يَسعَد برؤية شعبه فرحاً. ولكن بقدر ما يبدو الأمرُ غير معقول، فقد تلقى المسيحيُّون تعليمًا مخالفًا. علينا أن ننحني للكتاب المقدَّس فقط، وليس لأكاذيب العدوِّ. حاول أن تصرخ إليه دون نحيبٍ أو توسُّل من الآن فصاعدا. صلّوا بسعادةٍ وسبِّحوه من كلِّ قلوبِكم.

لقد عزَّانا أبونا المحبّ. إذ وضعَ أمراضَنا وآلامنا على المَسيح يسوع، احتمَلها وأخذَها على جسَده بصليب الجُلجثة (أش 53: 4-5)، فلماذا لا نملك كلّ ما لنا؟ لقد ضمِنَ المَسيحُ أن يستجيب لقراراتنا. يجب أن ننظر إلى هذا باعتباره امتيازًا عظيمًا، لأنَّ ما نحدِّده باسمِه سيتمُّ حقاً (يو 15: 7).

لقد نالتْ الكنيسة خلاصَها مسبقاً، وانتُزعت من يدي الشَّيطان. اليوم، ليس علينا أن نخضعَ لأيِّ نوعٍ من العبودية. لا يُمكن للشَّيطان أن يمسَّ مسيحياً يعرف مكانته في المَسيح ويتّخِذها. أولئك الذين اشتراهم المسيحُ هم أحرارٌ إلى الأبد. امسَح عينيك، اتَّخِذ موقفًا كقائدٍ وحدِّد انتصارك في هذه اللَّحظة بالذّات.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز