رسالة اليوم

18/05/2024 - تراجعٌ مُهيبٌ

-

-

لأَنَّكُمْ لاَ تَخْرُجُونَ بِالْعَجَلَةِ، وَلاَ تَذْهَبُونَ هَارِبِينَ. لأَنَّ الرَّبَّ سَائِرٌ أَمَامَكُمْ، وَإِلهَ إِسْرَائِيلَ يَجْمَعُ سَاقَتَكُمْ. (إشعياء ٥٢: ١٢)

إنَّ خروج المخلَّصين من التَّعليم الباطلِ هو أمرٌ عجيب، وأهمُّ شيء في نظر الله، لأنَّه هو نفسه يسير قدَّامهم وخلفهم. لهذا السَّبب لا ينبغي لأحدٍ أن يخاف من تهديدِ الشّيطان ولا يتصرَّف مثل زوجة لوط الفضوليَّة، بالنَّظر إلى الوراء (تكوين ٢٦:١٩). يجسِّد تراجعنا ما سيحدث في اليومِ الأخير، عندما سنسيرُ إلى الملكوت المُعد لنا منذ تأسيس العالم، بعد أن نطيع الربَّ. (متى ٣٤:٢٥).

إنَّ المؤمنين لا يستعجلون، ولكنَّهم أيضاً لا يتأخَّرون في طاعة الدَّعوة الإلهيَّة. فلكلِّ شيء وقت عند الربِّ، ولهذا السَّبب من المستحيل أن يهاجمك العدوُّ. بل على العكس، فنحن من سيؤذيه إذا أصغينا للإرشادات الإلهيَّة، ثمَّ سيتبعنا الكثيرُ من الناس في هذه المسيرة المباركة.

لا شيءٌ يُخفى عن عينيّ الربِّ (عبرانيين ١٣:٤). لذلك نحن بحاجةٍ إلى تطهير أنفسنا من دنسِ التعليم الكاذب، الذي يُمكن أن يُفسد حتى أكثر القدّيسين بين أبناءِ الله. إنَّ العدوَّ يعلم أنَّه إذا تلطَّخت ثيابنا فسوف نُستبعد من الذين سيخرجون من بابلَ وغيرها من الأماكنِ التي تأوي بيوتَ الأعداء. لذا، يجب أن نكونَ قدّيسين لأنَّ إلهنا قدُّوس! (١ بطرس ١٦:١).

إنَّ العملَ الذي يمنحنا الحقَّ في ترك الخطيَّة خلفنا قد أتممه الربُّ على الصَّليب، وعلى الرَّغم من أنَّنا لا نرى كيفيَّة ترك مكان الشكِّ هذا، ففي الَّلحظة التي نتجاوبُ بها مع الكلمة، سننتقلُ من مكان الوهمِ هذا إلى المملكة الحقيقيَّة. هناك حالات عانى فيها النَّاس من غسيلِ دماغ كبير، لدرجة أنَّهم سيحتاجون إلى المزيد من الوقتِ ليفهموا أنَّ كلَّ ما تعلَّموه لا ينفعهم في أورشليم الجديدة.

إنَّ الله هو الذي يختارُ كيف ومتى يفعل ذلك. أمَّا نحن فخدَّام اتَّخذنا قراراً بأن نخدمه وحده، حتى نعرف بالضَّبط كيف وماذا نفعل في الَّلحظة المناسبة، (جامعة ٥:٨). تذكَّر أنَّ مصارعتنا ليست مع لحمٍ ودمٍ (أفسس 6: 12). لذلك، يجب أن نظهرَ محبَّتنا للذين يبقون هناك، وبهذه الطريقةِ سننقذ الكثيرين من النَّار. سوف نرضي الآبَ إذا اتَّبعنا هذه الإرشادات.

لقد خرجَ بنو إسرائيل من مصرَ دون أن يُجرحَ مصريّاً واحداً، ووجدوا نعمةً في أعين ذاك الشَّعب واستجاب لطلباتهم بأن يُعطيهم آنيةً من فضة وذهب (خروج 12: 35). إذن، نحن أيضاً سنغادرُ بسلام. وعندما سيأتي خلفنا رئيسُ الشرِّ، سيجد هلاكهُ في البحر وسيفتح الله لنا العالم الروحيّ. فكما أنَّ فرعون لم يؤذِ أيّاً من بني إسرائيل، فلن يتأذَّى أحدٌ من خرافِ يسوع.

اجعلْ نفسك مقدَّساً بالكلمة، لكيلا يُنظر إليك كشخصٍ نفَّذ أوامر العدوِّ في المعركة التي خاضها من أجلِ حياته. لكنْ إذا سبق ووقعت في الخطيَّة، فتُب الآن حتى لا تُترك في الخلفِ عندما يحين الوقتُ المناسب للرحيل. وتذكَّر أنَّ الإسرائيليّ الذي لن يدهن دمَ الخروف على العتبة سيخسرُ بكره.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز