-
-
كَرَاهَةُ الرَّبِّ شَفَتَا كَذِبٍ، أَمَّا الْعَامِلُونَ بِالصِّدْقِ فَرِضَاهُ. (الأمثال ١٢: ٢٢)
ليس هناكَ سببٌ يدعو أحداً للكذب، لكنَّ البعضَ يخدعهم الشّيطان فيكذبون. لا تستخدم الاحتيال مطلقاً؛ وإلَّا فسوف تكون غير مؤهَّل للأعمال العظيمة التي أعدَّها اللهُ لك للقيامِ بها، والتي ستكون مكافأتكَ إلى الأبد. فالغشُّ يأتي من إبليس. فإذا أطعته في ذلك، ستصبح عبداً له، مهما كان الأمرُ صغيراً.
إنَّ من لا يحترمُ الكلمة التي قالها، يكذبُ أمام الله. لذلك لن يتمَّ رفض صلاته فحسب، بل أيضاً حتى لو قِيلت الكلمات التي يصلِّيها بأفضلِ النَّوايا والمحبَّة والاعتبار، ستكون مَكرهة في أذنيّ الربِّ. إذن، كُن صادقاً دائماً، وإذا كان لا بدَّ من أن تتكبَّد خسارة بسبب كونك صادقاً، فسيكون الأمرُ جديراً بالاهتمام. اعلم أنَّ أسوأ ما يُمكن أن يحدث لك هو أن تخضع للعدوِّ.
إنَّ المدين للحقِّ يُفترض أنَّه ابنٌ للشَّيطان، وبالتالي يُستبعد من المحضر الإلهي. على الرَّغم من أنَّ خادم الله سيتعيَّن عليه أن يمرَّ بلحظاتِ ضيقٍ كبيرة، إلا أنَّه لا ينبغي أن يكذبَ أبداً، لأنَّه من الأفضل أن تفقد شيئاً ثميناً للغاية من أن تفقدَ الخلاص. ينبغي منح كل الاهتمام والعناية لهذه الحقيقة، فمن المؤكَّد أنَّ الشيطان سيحاول إقناعكَ بأنَّ كذبةً صغيرة يمكن أن تكونَ مفيدة في بعض الأحيان. إنَّ الأمر يساعد، لكنَّه يساعد في إيصالك إلى الهلاك.
يجب أن يتعلَّم المسيحيُّ أنَّه ليس مثلَ غير المؤمنين، فلا ينبغي له أن يتورَّط في أيِّ شيء يمكن أن يفصله عن الآب ولو لثانيةٍ واحدة، لأنَّه خلال هذه الفترة الوجيزة يمكن أن يتعرَّض لهجوم خطير من العدوِّ ويفقد حياته. إنَّ الجِراح التي تُصيب خادمَ الله بسبب استجابته للعدوِّ يُمكن أن تستمرَّ إلى الأبد. أليس هذا ما حدث لحنانيا وسفيرة عندما كذبا عمداً على الرّوح القدس؟
ليس من الضروري أن يُفسِدَ الشخص المخلَّص أو أن يتمَّ إفساده أو أن يُؤخَذ من إبليس الذي يدمِّر ثقة الجمهور بالسِّياسيين على سبيل المثال، لأنَّه من خلال التصرُّف بهذه الطريقة يُمكن أن يخضعَ للشيطان.
من المؤكَّد أنَّ الشيطان سيكون قاسياً وغير رحيمٍ على هذا الشَّخص الذي إذا لم يتُب سيفقد الخلاص. إنَّ التَّوبة عن السرقة تتضمَّن إعادة ما سُرق أربعة أضعاف كما حدث لزكَّا، أم هل قالَ يسوعُ لذلك الرَّجل إنَّ هذا لن يكون ضرورياً؟ (لوقا ١٩).
يُسَرُّ اللهُ برؤية أولادهِ يرفضون المشاركة في الفساد أو الزنا أو غيرها من ممارساتِ الشيطان. فإنَّ الذين ينتمون إلى الربِّ يمارسون دائماً ما هو مكتوبٌ، حتى لو كلَّفهم ذلك بعض المتعة أو بعض القيمة التي يعتبرونها مفيدةً لهم. وأكثر ما يحبّونه ويريدونه هو طاعةُ الآب دائماً. هل هذه حقيقة في حياتك، أم أنَّك تسمح لنفسك أحياناً بالتعرُّض لبعض الشَّهوات؟ لذا، احذر!
كُن سببَ فرحٍ لله وخادماً لا يهين سيِّده أبداً، وينفِّذ المشيئة الإلهيَّة بأمانة، ولا يتعثَّر في العقبات التي يضعها إبليس كما لو كانت مفيدة. إنَّ عيون الله تلاحظ دائماً ما يحدثُ لك، وعندما يرى أنَّك تتخذ موقفَ من يتَّقيه، فإنَّه يُسرُّ بطرقك. لذا، كُن أميناً!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز