رسالة اليوم

20/05/2024 - لا يدفعونكَ

-

-

فَقَالَ إِرْمِيَا: «لاَ يَدْفَعُونَكَ. اسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ فِي مَا أُكَلِّمُكَ أَنَا بِهِ، فَيُحْسَنَ إِلَيْكَ وَتَحْيَا نَفْسُكَ. (إرميا ٣٨: ٢٠)

لقد تنبَّأ إرميا أنَّ شعبَ الله من مملكةِ يهوذا سوف يُسبى إلى بابل، فغضب رؤساءُ يهوذا لمَّا سمعوا ذلك. فإنَّ الحقيقة التي قالها رجلُ الله لم تؤدِّ إلَّا إلى إضعاف أيدي الجنود؛ حسبَ تقييماتهم الحمقاء. ولم يعلموا أنَّ الشيء الذي يسمح به اللهُ لا يمنعه إلا التَّوبة الصادقة والثَّابتة. ومن الضروريّ أن تمنع مخافةُ الربِّ حدوث ذلك.

لقد أرادوا قتلَ إرميا فدخلوا به إلى الزّنزانةِ. حسناً، عرف الملكُ صدقيَّا أنَّه نبيٌّ حقيقيٌّ، ولكنَّه رفض إصلاحِ طريقه مع الله بسببِ كبريائه، وبذلك ظنَّ أنَّه حرَّر نفسه إلى الأبد من الخطيَّة والكلدانيِّين. كان بإمكانه تحقيق أحدِ أعظم الانتصارات في كلِّ العصور: هزيمةُ الإمبراطوريَّة البابليَّة. ولكنَّه لم يُدرك خطأه، كما يحدث دائماً للذين يسلكون في الخطيَّة.

لقد أمر الملكُ، بتبكيتٍ من الرّوح القدس، النبيَّ بالحضور إليه وطلبَ منه أن يقول الحقيقة. كان إرميا صادقاً للغاية وطلبَ من الملك أن يسمع صوتَ الربِّ. وخشي صدقيَّا أن ينقذه اليهود الذين عبروا إلى ملكِ بابل، فأجابه الربُّ أنَّ هذا لن يحدث. وتكلَّم النبيُّ بعباراتٍ متواضعة، حتى يجيب الملك على ما يقوله القديرُ، لكنَّ الملك لم يطِع المشورة.

يستخدمنا اللهُ في كثير من الأحيان كرسلٍ حقيقيّين حتى يتوقَّف الإنسان عن الخطيَّة، ويتخلَّى عن طريق الشرِّ ويعود إليه، لكنَّه يصرُّ على الخطأ ويرفض إصلاح طريقه. لقد رأيتُ مثل هذه الحالات المُحزنة، وقد تأكَّد فيما بعد أنَّ الخاطئ فضَّل أمجاد البشر وملذّات العالم على فعل المشيئة الإلهيَّة. لكن، "لماذا؟" هذا هو السؤال الذي يُطرح دائماً عندما نسمع عمَّا يحدث لبعض الذين لا يتبعون مبادئ الكتاب المقدَّس.

لقد كان صدقيَّا يخشى الشّيطان وليس الربّ. ولذلك احتقرَ الكلمة القائلة إنَّه إذا قبل العرض الإلهي سار كلُّ شيء على ما يرام وسوف تحيا نفسه. إلا أنَّ هذا الملك وثق في النبوءات الكاذبة بحماقةٍ، ومن ثمَّ هربَ عبر المروج عندما دخل الكلدانيّون أورشليم، ولكن تمَّ العثور عليه ونقله إلى نبوخذنصّر في ربلة. ثمَّ قتل نبوخذنصّر أبناءَ صدقيَّا أمام عينيه. ثمَّ قلع عينيه وأوثقه بسلاسلٍ من نحاس.

لم يفهم صدقيَّا أنَّ الأمر يستحقُ طاعة الله. لقد طلب هذا الرَّجل من إرميا أن يقولَ له الحقيقة، وهكذا فعل النبيُّ، ولكن بالنسبة للملك كان من الأسهلِ تصديق كذبةِ القدرة على الوقوف أمام جيشِ نبوخذنصَّر العظيم. وبسبب هذا العصيان، لم يعانِ كثيراً في حضور ملك بابل فحسب، بل تعيَّن على صدقيَّا أن يسير إلى بابل بسلاسلٍ نحاسيَّة في قدميه. احذر أن تقع في يدِ العدوِّ، فإنَّه لا يرحم! وارجع إلى الربِّ الآن!

إنَّ ما تعلَّمته من الكلمة لديه القدرة على تحريرك من العدوِّ، ولكن من الضروري أن تؤمن بالربِّ وتطيع ما قِيل لك. لذلك، لا تنخدع بالنبوءات الكاذبة أو انطباعات النَّاس. وستكون بخير وتحيا نفسك إذا استمعت إلى الله. وإلَّا سوف تعاني كثيراً.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز