رسالة اليوم

22/05/2024 - قرارٌ مباركٌ

-

-

فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ:«هَا أَنَا يَارَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ»

. (لوقا ١٩: ٨)

إنَّ وجود يسوع في بيتِ زكَّا جعله يفهم أنَّ طريقته في التصرَّف ستقوده إلى الجحيم، على الرَّغم من أنَّها جعلته غنياً. فمن يستطيع أن يقاوم كلامِ الخالق ويبقى في الخطأِ أمامهُ؟ لن يقاومه إلَّا الذين اعتادوا تنفيذ أوامر الشيطان، مثل يهوذا الإسخريوطي الذي كان لصَّاً. إنَّ المخلَّصين لا يتصرَّفون بهذه الطريقة، حتى لو استخدمهم الشيطان في خطايا مختلفة، فإنَّهم يتوبون ويعودون إلى الربِّ.

قام زكَّا ليتَّخذ قراره، لأنَّه كان يركض نحو الهلاك، بالإضافةِ لجلوسه على عرش الفشل والهزيمة. يبكي الكثيرُ من النَّاس ويرتجفون بسببِ الحياة السّيئة التي عاشوها، لكنَّهم ينتقلون من سيء إلى أسوأ لأنَّهم لا يملكون القدرة على تجنُّب الخطأ أو التخلّي عنه. ولكنَّهم ينقذون من أيدي الشياطين التي تقودهم إلى ارتكاب الخطية عندما تصلهم البشارة من شخص مؤمن يخدم الربَّ حقاً.

ربَّما تذكَّر العشَّار مرَّات عديدة الكلمة التي أدانته. لكنَّه على الأرجح لم يستغل الفرصة، ليس لأنَّه رفض ترك السرقة، بل لعدم القدرة على ذلك. ولكن الآن، عندما رأى وجه الربِّ رأى أنَّ الطريقة الوحيدة التي يُمكن أن يخلُص بها هي من خلال التوبة. لذلك اتَّخذ قراراً واعداً بإطاعة ما وصفه الكتاب المقدَّس بالفعل كوسيلةٍ للتخلُّص من الشيطان الذي يضطهد ويتغلَّب على كلِّ من أُعطي لتنفيذ أوامره. (أعمال الرسل ١٩:٣).

قرَّر زكَّا أن يتبرَّع بنصف أمواله للفقراء، إذ كان من المستحيل أن يردَّ كلِّ ما سلبه، إذ قد يكون البعضُ قد مات والبعض الآخر رحل. وسيعيد أربعة أضعاف للذين تذكَّرهم، وذلك تماشياً مع المبادئ القانونيَّة. من يقول إنَّه قبل الرب ويخدمه، ولكن لا يظهر أيَّ ندم ولا يفعل شيئاً ليتحرَّر من الشرِّ، فهو ليس مخلَّصاً ولم يكُن كذلك أبداً.

أكَّد يسوع عند سماعِ إعلان زكَّا أنَّه في ذلك اليوم حصل خلاص لذلك البيت، لأنَّ هذا كان أعظمُ احتياج لتلك العائلة. لو كان مريضاً لأعلن يسوع شفاءه، ولو كانت الحاجة شيئاً آخر لسمع السيِّد يقول إنها قد سُدِّدت. لذا، انظر أين وكيف ضايقك إبليسُ، وابحث عن لقاء مع المخلِّص دون أن تضيِّع أيَّ وقت، وبالنتيجةِ، سوف يخلِّصك حضوره من مشاكلك.

لاحظ ما الذي منعَ الله من العمل في حياتك وتصرَّف بحسب الكلمة. هناك أشياء يمكن أن تملأك بالخوفِ من الاعتراف بها، ولكن إذا لم تفعل ذلك فسوف تذهب روحك إلى بحيرةِ النار والكبريت الأبدية. ولا تهدأ حتى تتصالح مع العليِّ ومع من أهنته أو سرقته. فهذا هو العمل الأكثر أهميَّة.

لم يخلق اللهُ النار الأبديَّة لتهديد الناس بالتصرُّف بشكل صحيح، كما يعلِّم بعضُ الآباء أطفالهم. لقد فعل هذا لأنَّها ستكون مصير الذين لم يتوبوا ويتغيَّروا. لا تتلاعب بفرحك الأبدي!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز