-
-
لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «بِالرُّجُوعِ وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ. بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ». فَلَمْ تَشَاءُوا. (إشعياء ٣٠: ١٥)
أشار الربُّ على فمِ إشعياء النبيّ أنَّ شعب إسرائيل رفض أن يسلكَ بحسب خطوات الخلاص، مَّما منعه من التمتُّع بصلاحه. لقد استخدم الربُّ خليله إبراهيم للقيام بهذا العملِ، لكنَّ هذا الشعب لم يفهم بأنَّه يمكن أن يكون مختلفاً عن بقيَّة شعوب الأرض. لذلك تحطَّم الحلمُ الإلهي وعانى الشَّعب مَّما لم يُكن من ضمن خطَّة الله. واليوم تكون القرارات شخصيَّة وفرديَّة، إلَّا أنَّ الكثيرين لا ينتهزون الفرصة.
لقد دُعي القدير "قدّوس إسرائيل" لأنَّه كان مستعداً دائماً للتدخّل من أجل نسل يعقوب. ولأنَّه ربُّ الكنيسة، يظهر لنا ذلك ضرورة المهمَّة التي يريد أن يؤدِّيها من أجل كلِّ الذين يقبلون يسوع ربّاً ومخلِّصاً لهم. وكما كان الحال في الماضي، لا يدرك الكثيرون اليوم أنَّه بإمكانهم الحصول على المزيد من العليِّ، وبدلاً من ذلك يعيشون حياةً تملأها الصعوبات. فأنْ يكون ربَّاً على حياتهم، يعني أن ينالوا البركات الموعودة.
علينا أن نفعل أمرين لنختبر الخلاص: أولاً، أن نتغيَّر. وهذا يحدث عندما نتوقَّف عن تنفيذ متطلَّبات الجسد وتنفيذ مقاصد الله ومشيئته. وثانياً، السّكون أو الراحة؛ عندما يحصل الشَّخص المخلَّص على راحته في القدير. لذا، ليس علينا أن نهزم الشرير، بل أن نثقَ بأنَّ المسيح قد ربح معاركنا. والآن، يجب فقط أن نؤمن به لكي نعيشَ متحرّرين من اتهامات الأشرار.
يكمنُ خلاصنا في التّوبة والسّكون. فليس عليك محاربة الشَّهوات عندما تهدّدك، بل فقط أن تعلن بأنَّها لن تقدر أن تهاجمك، وبالتالي لن تحتاج إلى انتهارها. إنَّ المؤمن ينبوعٌ محفوظ ومختوم، ولا يقدر إبليسُ أن يخترقه. لكنَّك إن خفت أثناء الألم أو أثناء قبولك شهوةً خاطئة، فسوف تقطع بذلك شركتك مع الله وتُبطل خلاصك. إنَّ الذين يثقون دائماً، لا يستطيعوا إلَّا أن يثقوا!
نتوقّف في السّكون التّام عن الإصغاء إلى تهديدات الشرير، ونرجع إلى الإنجيل ونسرُّ الله حقاً. مَّما يُدعى "السير في الإيمان". وبما أنَّ الربَّ لا يكذب أبداً وكل إعلاناته بخصوص حقوقك وامتيازاتك صادقة، فيجب عليك أن تتخذ موقعَ الثقة به وعدم الاكتراث لصعوبة هجمات إبليس، فلن يسيطر عليك أيُّ شرٍّ أبداً. ثمَّ إنَّ المؤمن أبعدُ جداً من متناول العدوِّ. آمين!
تتخلَّص من اتّهامات العدوِّ عندما تبقى في حالة السكون وتثق بالذين يقولون إنَّهم يؤمنون بيسوع، وبعدئذٍ ستجد بأنَّك أقوى بكثير مَّما كنت تظن. كان السفر والتنقل من مكانٍ إلى آخر خطيراً جداً في أيامِ إبراهيم، لكن هذا ما فعله باتِّباع الإرشاد الإلهي. إذن، لماذا لم يسبّب إنسانٌ شرير أيِّ أذى أو مضايقة لأبي المؤمنين؟ لأنَّه كان في اتحاد مع الربِّ ولم يخَف مَّما يُمكن لإنسان فعله به.
يا للعجب! لقد وعد الله العبرانيّين بحلِّ المشكلات التي سوف يواجهونها، إلَّا أنَّهم لم يعِروه أيَّ اهتمام. ورغم أنَّ يسوع أعلن بأنَّ العمل قد تمَّ، إلّا أنَّنا لا نؤمن بأنَّ الأمور تبدو كما قالها بالضبط، ونعاني بشدّة نتيجة لذلك. بالنهاية، آمن لكي تحيا!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز