رسالة اليوم

25/05/2024 - سِرْ بثباتٍ

-

-

وَأُذُنَاكَ تَسْمَعَانِ كَلِمَةً خَلْفَكَ قَائِلَةً: «هذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ. اسْلُكُوا فِيهَا». حِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَمِينِ وَحِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَسَارِ. (إشعياء ٣٠: ٢١)

يا له من وعدٍ رائع يعطينا إيَّاه الله من خلال إشعياء! ففي الوقت الذي لا نعلم فيه أي اتِّجاه يجب أن نذهب، أو عندما يهاجمنا العدوُّ في أذهاننا وأرواحنا، سوف نشعرُ بيد الربِّ المرشدة تجعلنا نستمرُّ في خدمته ونتجنَّب كلَّ جهة وانعطاف خاطئ، الأمرُ الذي إذا حدث سوف يبعدنا عن الخيرِ ويقرِّبنا من الشرِّ. من الجيِّد أن تبقى يقظاً، فإنَّ الربَّ أمين في حفظ وعوده. إنَّه مرشدٌ مثاليٌّ!

إنَّ كلمة الله قويَّة ومهيبة. يُرينا من خلالِ كلامه إلينا الأخطارَ التي تحيط بنا، وينصحنا أحياناً بالانسحاب بأسرع ما يُمكن من القرار الذي غالباً ما يوخَذ من القلبِ. إنَّ مهمَّة القدير من نحونا هي كلُّ ما نحتاجه لكيلا نسقط في الفخاخ التي نصبها العدوُّ لنا. يأمرنا الربُّ من خلال إعلان شيء ما بأن نغيّر المسار وفقاً لإرشاده، ولن نعدَّ أبرياء ما لم نفعل ذلك!

إذا أردت البقاء بعيداً عن الشرِّ فعليك أن تسير فقط في الطريق التي يظهره الربُّ لك، لأنَّ العليَّ لا يستهين بكلامه. إنَّ تحذيراته مُلحَّة، ولأنَّه الله فهو يعلم تماماً الأفضلَ لنا. فلا تنجذب وراء أحلام إبليس الباطلة، التي تقف أرواح الشكِّ والألم خلفها. لا شكَّ أنَّ كلَّ أمر جعلك تعاني كان نتيجةً لقرار واختيار اتَّخذتهما.

انتبه لهذهِ التفاصيل: سوف يحاول الشرير أن يميلك يميناً ويساراً، حتى لا يحذِّرك الربُّ مسبقاً، وبالتالي يمكن لإبليس أن ينهي ما بدأه. لا تنخدع بمظاهر الشيطان، فهو يريدك أن تتألَّم تحت يده بأيِّ ثمن كان. يكشف الإنجيل عن أنَّ هدف الشرير هو السّرقة والقتل وهلاك الإنسان (يوحنا ١٠:١٠). والآن، بما أنَّك تعلم ذلك، فلا تنخدع بالخطيَّة ولا في أفكارك حتى.

بيَّن لنا يسوعُ سرَّ النجاح عندما قال إنَّه أطاع وصايا الآب. فيجب علينا نحن أيضاً أن نحمل ذات المهمَّة التي حملها، لكن نحتاج من أجلِ ذلك إلى اتِّخاذ نفس الاتّجاهات والمواقف التي اتَّخذها الربُّ. لطالما كان المسيح ناجحاً في خضوعه لله. ولكي تكون ناجحاً ومنتصراً أيضاً، فينبغي عليك ألا تنجذب نحو الشيطان وتنخدع به، بل أن تتّكل على كلام القدير. واعلم أنَّ رفض التعليمات الإلهيَّة يحزن روحه، وهذا أمرٌ سيّئ بالطبع.

نهايةً، سيكتشف العصاة أنَّهم لم يتصرَّفوا وفقاً لذلك، ولكن سيرون قبل يوم الدينونة وإعطاء الحساب أنَّهم سلكوا في أرضٍ يابسة وقاحلة، حيث لم تنجح أيُّ خطَّة من خططهم. ثمَّ، لا تكُن وحيداً في حياتك الروحيَّة، لذلك كُن عضواً في عائلة الله. إذا كنت مكبَّلاً بالقيود، يريد الربُّ أن يحرِّرك الآن، لذا، لا تفوّت هذه الفرصة.

لا يوافق المخلَّصون الطائعون على الوقوع في الشهوات الخاطئة التي كانت في قلوبهم قبل تحوِّلهم. والآن كأولادٍ طائعين، يسعون للسَّماع والإصغاء إلى كلمة الله التي توقظُ ضمائرهم. ولن يسكت هذا الصوت خلال مسيرهم مع المسيح، وسوف يقودهم إلى إتمام مشيئة الآب بنجاح.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز