رسالة اليوم

26/05/2024 - عقوبةُ العارِ

-

-

أَفَأَنْتُمْ مُنْتَفِخُونَ، وَبِالْحَرِيِّ لَمْ تَنُوحُوا حَتَّى يُرْفَعَ مِنْ وَسْطِكُمُ الَّذِي فَعَلَ هذَا الْفِعْلَ؟ (١ كورنثوس ٥: ٢)

تنامت مواهبُ الروح القدس في كنيسة كورنثوس. لكنَّ أعضاء تلك الكنيسة لم يتصرَّفوا بحكمة حينما تعاملوا مع حالةِ رجلٍ أهان سرير أبيه ولم يحترمه. وبسببِ ذلك، استخفَّ بالإنجيل الضَّالون الذين لم يخلصوا بعد. نملك اليوم تقاير عن أناس يقدِّمون أيضاً شهاداتٍ مريعة. لذلك، لا نرى الكثيرَ من الضَّالين يأتون إلى خدماتِ كنيستنا ويتعلَّموا كلمة الربِّ.

هناك مؤمنون متورِّطون بأمورٍ دنيويَّة ويقبلون ما لا تقبله كلمةُ الله. فإنَّهم يتصرَّفون كالحمقى كما لو أنَّ القدير لا يعلم ما هو الأفضل لنا عندما يحرِّم أشياء معيَّنة وردتْ في الكتاب المقدَّس. فلا يجب على أبناءِ الله ذكر أيِّ شيء حرَّمه العليُّ، ناهيك عن ممارستهِ. ثمَّ إنَّ كلَّ من لا يحفظ وصايا الكتاب يكشف عن عدم معرفته للربِّ. وسوف يدان غيرُ الأمناء لدى عودة المسيح.

عندما يوافق المؤمنُ على ممارسات تنهي عنها الكلمةُ وينتفخ في فهمهِ الجسدي، يكون على بعدِ خطوةٍ واحدة من الهلاك. تذكَّر قول يسوع بأنَّ فقط الذين يثبتون إلى المنتهى هم من يخصلون. لا ينفع المؤمن أن يخدم الربَّ بقداسة طيلة أيام حياته ثمَّ يصغي إلى الخطيَّة، وبالتالي يهلك إلى الأبدِ (حزقيال ٢٤:١٨).

لقد وبَّخ بولس الرسول إخوةَ كنيسة كورنثوس على تعجرفهم مع الرَّجل الذي أساءَ إلى امرأة أبيه. فكان ينبغي أن ينال هذا الرَّجل توبيخاً وأن يُعزل من وسطهم، لكنْ لم يفعل الشيوخُ شيئاً. لذلك، استخدم الرسولُ السّلطان كخادم للربِّ وسلَّم ذلك الخاطئ للشيطان لهلاكِ الجسد، لكي تخلُصَ الرّوح في يوم المسيح (١ كورنثوس ٣:٥-٥).

لنتفحص مثالَ يعقوب في حالة ابنهِ البكر الذي أتى على فراشه. بالرَّغم من مرور عدَّة سنين على إهانة رأوبين فراش أبيه بمضاجعةِ بلهة، خادمة راحيل وسرّيته، إلا أنَّ يعقوب قسا على بكره عديم الاحترام عندما قسَّم البركات على أبنائه. فلا تُخدعْ بالخطيَّة، لأنَّ هذه القصة تُرينا ما سيحدث للذين يروّجون للفضائح.

إنَّ ما كشفه يعقوب جعلَ قلوبنا تنزف. "رَأُوبَيْنُ، أَنْتَ بِكْرِي، قُوَّتِي وَأَوَّلُ قُدْرَتِي، فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ الْعِزِّ. فَائِرًا كَالْمَاءِ لاَ تَتَفَضَّلُ، لأَنَّكَ صَعِدْتَ عَلَى مَضْجَعِ أَبِيكَ. حِينَئِذٍ دَنَّسْتَهُ. عَلَى فِرَاشِي صَعِدَ." (التكوين ٤٩: ٣، ٤). ورأى رأوبين أنَّ المغامرة مع بلهةً لم تكُن مستحقة العناء، بالتأكيد لأنَّه خسر التميّز في المنصب والقوَّة.

يُمكن لهذا أن يكون مثالاً للذين نالوا ميزة أن يكونوا أعضاءً في جسد المسيح، ويسقطون في الزِّنا وخطايا مختلفة أخرى. سيأتي اليوم وتظهر فيه أعمالنا. تخيَّل وجه رأوبين عندما سمع أنَّه خسر منصبَ التميُّز خاصَّته. احذرْ من سماع ذات الشيء من شفتيّ الربِّ.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز