رسالة اليوم

27/05/2024 - الجرأةُ المؤدِّية إلى الهلاكِ

-

-

أَيَتَجَاسَرُ مِنْكُمْ أَحَدٌ لَهُ دَعْوَى عَلَى آخَرَ أَنْ يُحَاكَمَ عِنْدَ الظَّالِمِينَ، وَلَيْسَ عِنْدَ الْقِدِّيسِينَ؟ (١ كورنثوس ٦: ١)

يتعجَّب بعض المؤمنين بالشَّهوات للحصول على أمورٍ ليست من الله، فيلجأون إلى المخاصمات البشريَّة ضدَّ أخٍ في الإيمان، مّما يحمِّلهم مسؤوليَّةَ تسبّبهم لأذيَّة أو خسارة معيَّنة. حتَّى إنَّ بعض الكنائس تعرَّضت للسرقة من قبل المخلَّصين الذين يكذبون في سبيل الحصول على قرارٍ مناسب في المحكمة من خلال الأنظمةِ القانونيَّة. فإنَّهم لا يسيئون لاِسم الربِّ فقط، بل أيضاً يؤكِّدون عدم احترامهم لكلام يسوع عندما وعدَ بمئة ضعف هنا وفي الحياة الأبديَّة في السماء.

لقد حارب أبشالوم، ابنُ داود، في سبيل المملكة التي لم تكُن من حقه، ومن ثمَّ مات بشكلٍ مأساويٍّ (صموئيل الثاني ١٤:١٨-١٥). لماذا لم يخضع لما قسمهُ الله له، ولماذا ارتفع على أبيه، مانحاً أذنه للشيطان؟ لقد قام العديدُ من القادة على كنائس الله، مسبِّبين دماراً لا يُذكر لملكوت الله. ماذا سيقول هؤلاءُ الناس في يوم الدينونة أمام القاضي الحقيقي الذي أعينه كلهيبِ نار؟ (رؤيا يوحنا ١٢:٩). لا أريد أن أكونَ في مكانهم!

لقد فشل شاول كملكٍ (صموئيل الأول ٢٦:١٥)، ولم يتذكَّر أنَّ الربَّ يستطيع أن يعطي وينزع المملكة من أحدهم، فلم يحترم العهد الذي قطعه معه ولم يلتزم به. لقد اضطهد داودَ لأنَّه علم في قلبه بأنَّ ابنَ يسّى سوف يحكم عوضاً عنه. ما فائدةُ شاول من هذا الاضطهاد الذي لا ينفع؟ لقد اختبرَ مرَّتين بأنَّ داود كان رجلاً بحسب قلب الله. لو لم يكن داود كذلك، لقتله عندما سنحت له الفرصة، إلا أنَّ شاول لم يُصلح نفسه على الرَّغم من ذلك.

يتحدَّث بولسُ عن الإسكندر وهيمينايس اللذين تخبَّطا في إيمانهما وأسلمهما الرسولُ إلى الشيطان، لكي يتعلَّما ألا يجدّفا. كان عليهما أن يتصرَّفا بشكل مختلف وصحيح، وأن يسلّما نفسيهما إلى الله ليحميهما ويعتني بهما. وكان لا بدَّ أن يعيشا في هذه الحالة بشكلٍ جيد هنا وعند ذهابهما إلى الأبديَّة ليدخلا إلى ملكوت المحبَّة والسلام الأبدي. ليس قليلون الذين فقدوا أنفسهم إلى الأبد بسبب تجديفهم؛ تماماً مثل الإسكندر وهيميناوس، وارتكابهم للزِّنا أو شيء آخر سبَّب فضيحة أو خسارة لشخص آخر.

لو كان يوسف ضعيفَ الإيمان، لحصل على منفعتهِ من "الاهتمام" من زوجة مالكه وسيِّده، بالرَّغم من كونه عبداً. لكنَّه علم بأنَّ منصبه لم يكُن منصبَ العبوديَّة للناس، بل السيادة للربِّ في كلِّ الأحوال. ونتيجةً لذلك، أصبح بالإيمانِ رئيس وزراء أعظم أمَّة في ذلك الوقت، بالرَّغم من أنَّه كان غريباً. لكن كانت ستكون نهايته مأساويَّة لو أنَّه تجرَّأ على عصيان وصايا الربِّ.

لقد بحث حنايا وسفيرة عن المديح. لذلك، ابتكرا طريقةً غريبة جداً لنيل استحسان الآخرين وتصفيقهم، ببيع قطعةٍ من الممتلكات وإعطاء جزءٍ من ثمنها. كان من الممكن أن يكون هذا الأمر جديراً بالثناء لو أنَّهما لم يكذبا بقولهما إنَّهما تبرعا بكامل ثمنها. وعندما واجههما بطرسُ بمحاولة خداعهما القدير، قال إنَّه كان بإمكانهما أن يقدِّما جزءاً أو كاملَ الثمن. لكنَّهما كذبا بقول إنَّهما أعطيا كلَّ شيء، وماتا نتيجةً لفعلهما.

إنَّ الأمثلة الكتابيَّة كثيرة، وتلك التي تنطبق في أيامنا هذه متعدّدة. فلا نستطيع إخفاء أيِّ أمر عن الربِّ، فهو يعلم كلَّ شيء. ولهذا السبب، يجب أن نهرب من الخطيَّة والشهوات، لأنَّه مخيف هو الوقوع بين يدي الله الحيّ (عبرانيين ٣١:١٠)! لذا، كُن خادماً خاضعاً بالكامل، لكي تجد الإنقاذ والخير الإلهي عند الحاجة لهما.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز