-
-
مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ. (1بطرس 5: 7).
الرَّبُّ يَعْتنِي بِنَا حَقاً! فَلماذَا تَعيشُ مَهزومَاً أو تَدعُ التَّجاربَ تَقُودكَ؟ فوجُودَ شخص يَرى كُلَّ شَيءٍ، ويَعلمُ كلَّ شيءٍ وقادرٌ عَلى كُلِّ شيءٍ، هو أكثرُ مَا نَحتاجُهُ. فَهو لمْ يَقُل أنّهُ فَوّضَ هَذا العَملَ لأحدِ مَلائِكتهِ – وهَذا الأمر قدْ يَكونُ حَسناً جِداً -، إنّمَا تَعهّدَ الرَّبُّ بِنفسهِ أن يَعْتني بِنَا! لأنّ العَدوَّ يَعلمُ جَيداً طَالمَا أنَنا نُؤمنُ بِالحَقِّ، كمَا بِإعلانَاتِ الرَّبِّ، فَهو لنْ يَستطيعَ أن يُؤذِينَا.
كَيفَ يَعْتني الرَّبُّ بِنَا ؟ بِنفسِ الطَّريقةِ التي يَقومُ بِهَا في جَميعِ أعَمالهِ. اِعتِناءً يَعني مُراقبة وحِراسَة، يَجْعلنَا لا نَحتاجُ إلى شيءٍ، يَرعَانَا، ويُهيِّئ لنَا مَا نَحتاجُ إليهِ، ويَقودُنَا بِأمانٍ إلى المَكانِ الذي يُرشدْنَا إليهِ.
أعَطى الرَّب أرضَ المُوعدِ للإسْرائيليين، وحِينهَا قَال أنّهُ سَوفَ يَعْتني بِهمْ وعَيْنهُ تَكونُ عليهِ دَائماً. وأكّدَ أيضاً، أنهُ سَوفَ يُعطي المَطرَ في حِينهِ لكي يَكونَ حَصَاداً، ويُعْطي عُشباً في الحُقول، ويَأكلونَ ويَشبعونَ ولا يَنْقصهُم شيءٌ. لكنْ، كَانَ يَجبُ عَليهم إطَاعة وصَاياه وحِفظهَا، لِكي لا يَنْخدِعوا ويَذهبوا ويَخْدموا آلهةً أُخرى (التثنية 11: 12- 15).
يَتوقّعْ الرَّبُّ مِنا الآن نَفسَ الشَّيءِ، وعِندمَا نَخْضعْ لوصَاياه بِحكمةٍ ونَحفظهَا في قُلوبنَا، فَنحنُ نُرضيهِ بِذلك. ويَعني إرضاءَ الرَّبِ هذا، بأِن نُعطيهِ إمكَانيةَ العَملِ في حَياتِنَا. أمَّا إذا تَركنَا الشَّهوة تُسيطرُ على أفَكارِنا، فَنحنُ بِذلكَ نَخدمُ الإله إيروس ونَسجدُ أمَامهُ. ويَحدثُ نَفسُ الشّيءِ مع منْ يَضعُ العِلم أو المَال أو الشُّهرة الهَدفَ الأولَ في حَياتهِ. وإن عَبدنَا آلهةً أُخرى، لنْ يَعْتني بِنا الرَّبُّ الإله. فتأكد، مَا إذا كُنت تَخدمُ الرَّبُّ الإله حَقاً وتَخضعُ لِكلمتهِ.
يعلنُ بولسُ الرّسول في رسالة أفسس ( 5: 29-30) "لماذا لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ؛ بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضاً لِلْكَنِيسَةِ؛ لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ. لذلك، لا تُبدِّد "الغِذاءَ" الَّذي يَمْنحهُ لكَ الرَّب. فَهوَ يَتعاملُ مَعنا بِنفسِ الطَريقةِ التي يَتعاملُ بِها مَع كَنِيستهِ، ويُوفّرُ لها كُلّ مَا تَحتاجهُ لنمُوّهَا. وعِندمِا يَكونُ جَسدنَا مَريضٌ، فَهو يَرفضُ الطَّعامَ، ونَفسُ الشيءِ سَيحدثُ لأروَاحِنا مَع مَا يُقدّمهُ الرَّبُّ لنا. فإن كَان هَذا يَحدثُ لكَ، فَاذهب إلى أفضلِ طَبيبٍ، الدُّكتور الرَّبُّ يَهوه، واُطلب مِنهُ أن يَشفيكَ. وهو يَعلمُ تَماماً مَاذا يَنبغي عَليهِ أن يَفعلهُ، مَعَ كُلّ من يَأتي إليهِ ويَطلبُ مِنهُ المُساعدةَ.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز