رسالة اليوم

29/05/2024 - بلا شفاء

-

-

لأَجْلِ ذلِكَ بَغْتَةً تُفَاجِئُهُ بَلِيَّتُهُ. فِي لَحْظَةٍ يَنْكَسِرُ وَلاَ شِفَاءَ

. (الأمثال ٦: ١٥)

يرتكب خطأ فادحاً الشخصُ الذي يسمح لنفسه الانجذاب وراء قوَّة الشرِّ، عندما يصبح طوعاً عبداً للشيطان الذي يصبح المُسيطر عليه، وبالتالي يفقد السيطرة على حياته. فكلُّ الذين يأسرهم إبليس يصبحون تُعساء. فحتى لو أرادوا العيش بحالةٍ أفضل، إلا أنَّهم لن يقدروا تحرير نفوسهم من قبضةِ الشيطان، إلى أن يساعدهم خادمٌ للربِّ. إضافةٍ لذلك، من المهمِّ جداً أن يؤمنوا في كلمة الله الأبديَّة.

إنَّ النظام الإدماني للعالم الشرير ممتلئ ومشبَع بسُلطة الشيطان الماكرة. وسنرى من خلال هذه الحقيقة أنَّ المملكة الجهنميَّة لن تكفَّ عن الصراع لجعل الناس خاضعين لقواها. لكنَّ نجاتهم ممكنة إذا قبلوا ما أفهمهم الله إيَّاه من خلال كلمته. لكنْ عليهم أن يتَّخذوا خطوة محدَّدة لا رجوع عنها، وألَّا يسمحوا للأفكار الشريرة بالدخول إلى ذهنهم فيما بعد وللشرير بالتحكُّم بهم.

إن كانت قلوبهم نجسة فسوف تكون عيونهم شريرة وأفكارهم مليئة بالشهوات الخاطئة. وسوف تفكِّر عقولهم دائماً بالشرِّ، وبالنِّهاية سوف يزرعون بذار الخلاف أينما حلّوا. للأسف، إنَّ الخلاص هو ضمانة معروفة طالما أنَّ الشخص يتخلّى عن رغبةِ رؤية الآخرين يسقطون دوماً في مشكلاتهم، لأنَّ محبَّة الله هي أن تعرف وتمتلك وتحفظ وتُصغي إلى وصاياه (يوحنا ٢١:١٤).

يواجه عبيدُ وخدَّام الشرير خطراً وشيكاً. ويُحتمل أن يغادروا هذا العالم في لحظةٍ، ولا تتسنَّى لهم الفرصة مرَّة أخرى للخلاص من الهلاك والألم الأبديّين. في الواقع، إنَّ الله لا يريد دينونة أحد، إلا أنَّه لا يستطيع التهاون مع الذين يسمحون للعدوِّ باستخدامهم لإلحاق الضرر بأحد آخر. إذا كنت في حالة مشابهة، توقَّف الآن وإلا ستكون خسارتك فادحة. فإنَّ قرارك هو ما يهمُّ، وهو الأهمُّ.

يحذِّر الربُّ بأنَّ الذين يخدمون العدوَّ سوف يهلكون سريعاً، فسوف يكسَّر هذا الشخص بغتةً حتى لو أراد الخلاص، لأنَّه استهان بافتقاد القدير. ومن المؤكَّد أنَّه إذا استمرَّ في السير في الظلمة، سيكون هلاكه مؤكَّداً وسريعاً ونهائيَّاً. لماذا تسمح أن يستخدمك الشرير، إذ بإمكانك أن تكون أداةً للقدير في الخير؟ الخيارُ لك!

لا يوجد علاج للذين يستسلمون للشرَّ بإصرار. فسوف يدرك هذا الإنسان الموقف الذي جعله يسقط في الخطيَّة، وحتى لو أنذره الربُّ فسوف يستمرُّ في المضي بالاتجاه الخاطئ، إلى حدِّ عدم الاستجابة لصلواته. إذا كنت على علم بأشخاص يواجهون حالةً مشابهة، صلِّ أن يمكّن الله هذا الشَّخص للتحكُّم بالقوى الشريرة التي تعمل في حياته، وإلا سوف يُطرح إلى الجحيم.

يقدِّم الربُّ اليوم العلاج والحلَّ للضَّالين. ربَّما يكون غداً قد فات الأوان على الخلاص. تريد اليدُ السماويَّة الخلاصَ للجميع، لذا اصرخ إلى الآبِ القدير. وغادر قبضة الشيطان ومدَّ يدك بينما هناك وقت، لأنَّه من المحتمل أنّك لا تجد فرصةً للشفاء إذا سقطت بغتةً. فهل هذا ما تريده؟

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر سوارز