رسالة اليوم

30/05/2024 - فرحُ الصِّدّيق بالنَّقمةِ

-

-

يَفْرَحُ الصِّدِّيقُ إِذَا رَأَى النَّقْمَةَ. يَغْسِلُ خُطُواتِهِ بِدَمِ الشِّرِّير

ِ. (المزامير ٥٨: ١٠)

لقد انتظر الربُّ يسوع، ابنُ الله البار، بفارغ الصبر مجيءَ يوم النَّقمة، فعند نزوله إلى الهاوية جعل في فكرهِ تنفيذ خطَّة الآب لخلاص البشريَّة كلّياً من مملكة الظلام. إذن، لا شيء اليوم يدعونا للمعاناة، لكن يعتمد حدوث ذلك على معرفة "الحقِّ". إنَّ رسالتنا هي الكرازة بالعمل الذي تمَّ، وكلُّ الذين يؤمنون سيكونون جزءاً منه.

لقد سامحنا اللهُ بموت المسيح. فمنذ سقوط الإنسان، رسمَ الله القدير خطةً لينجّينا من يد إبليس. لم يكُن العدوُّ يعلم ما كان على وشكِ الحدوث، لكنَّ الربَّ كان عالماً به وحده. فقد أعلن القديرُ من حينٍ لآخر عن بعض الحقائق المزمعة أن تحدث. وعندما حلَّ ملءُ الزمان، أرسل ابنه الوحيد ليموت بديلاً عنَّا، مكمِّلاً عمله الفدائي.

لم توجد طريقة أخرى للآب ليفدينا، لكن فقط بإرسالهِ يسوع كإنسانٍ ليموت عوضاً عنَّا. وبهذا العمل، استطاع اللهُ أن يفدي الإنسان بطريقة عادلة ومستقيمة. واليوم، تصالح مع القدير كلُّ الذين قبلوا بصدقٍ ما فعله المسيح من أجلهم، ولن يدانوا. فقد حانت نهايةُ الألم والعذاب بالنسبة للمخلَّصين، وولدَ يسوع ابن العدالة الحقيقيَّة.

لم يخشَ مخلِّصنا شيئاً عندما واجه إبليس، وفرح بحلول وقتِ خلاص البشريَّة. والأكثر من ذلك، لم يخشَ ملك الملوك الصلبَ، بالرَّغم من معرفته بأنَّه مزمع أن يتحمَّل كلَّ أنواع الألم. فقد كان متيقّناً وواثقاً بنفسه وبما كان يفعله من أجلنا، ووضع السيِّد عقابنا عليه وغلب الشيطان. وبعد ذلك، نزل روحُ الله إلى الهاوية وأقامه.

يجب على هذه الرِّسالة أن تصل إلى أقصى الأرض، إلى أناسٍ هادئين ومسالمين، والذين يستسلمون للممارسات الأثيمة والخاطئة. فلا يستطيع إبليس منعنا من التكلُّم عن المحبَّة الإلهيَّة التي تجلَّت في يسوع. علينا ألَّا نخشى الاضطهاد والأخطار، بل أن نتحدَّث بحكمة من السماء عن هذا الحب الذي شمل جميع البشريَّة. فإنَّ الحرية حقيقيَّة لكلِّ الذين يؤمنون.

لقد كانت هزيمة الشيطان مذهلة وكاملة، لدرجة أن تعلن هذه الآيةَّ بأنَّ يسوع غسَّل أرجل الصدّيقين بدم الأشرار. لذلك، علينا ألَّا نخاف مطلقاً، بل أن نجتهد لتخليص الذين ما زالوا في قبضة الشرير. ويجب أن نؤكِّد عدم معاناتنا من الكرازة بالكلمة أو باستخدام اسم الربِّ لإطلاق المأسورين. والأفضل من ذلك، سوف يرافقنا دائماً حضورُ إلهنا.

سيرى الذين يؤمنون من خلال كرازتنا يدَ الربِّ حاضرة دائماً ومستعدَّة للمساعدة. فإنَّنا نمتلك القوَّة على تغيير العالم من خلال إيصال الناس إلى الخلاص. لا شيء يدعو للخوف لأنَّ يوم النَّقمة قد أتى، وأنَّ العمل قد أُكمل. وكلُّ الذين يعرفون الحقَّ نالوا حرِّيتهم بكلمة الله. يا له من وقتٍ رائع ومذهل نعيش فيه!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز