رسالة اليوم

01/06/2024 - شِبعٌ وارتواءٌ

-

-

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا

. (يوحنا ٦: ٣٥)

يجب أن يُعتبر كلُّ نصٍّ قاله الربُّ يسوع كرسالةٍ مباشرة من قلب الله إلى عبيده. فإنَّه كأبٍ يريد الأفضل لأولاده، وأعطاهم كلمته لكي يتمَّ ذلك. فسوف يصمد في حروبه اليومَ كلُّ من يأكل من خبز الحياة، وسوف يفعل ما أوصاه القديرُ به. وإلا سيوضع في مواقف محرجة بسبب كونه غير مجهَّز ومستعدٍّ.

لا تنسَ بأنَّ الله كلِّي العلم، فهو يعرف كلَّ شيء ويقودنا إلى تناول خبزِ الحياة، أيْ كلمته. ولن يساعدنا أيُّ مصدر آخر في معاناتنا مع الشرِّ. تستاء أرواح الشرِّ من مكانتنا كأبناءٍ وبنات لله، وتفعل كلَّ ما بوسعها لتدمير ثقتنا بمحبَّة القدير وإبعادنا عن محضره. فلا تهمل الإله الذي يوفِّر الفهم اللازم لانتصارك.

إنَّ يسوع كلمةُ الله التي تدعمنا، لذلك لسنا بحاجة لأمر آخر يقوّينا. لأنَّنا نصبح به حكماء وقادرين، ولا نخسر حروبنا. كُن على يقين بأنَّ الذين لا يذهبون إليه، لا يعلمون كيف يتصرَّفون من أجل الدفاع عن أنفسهم عندما تهاجمهم قوى الظلام.

إذا كانت لديك إرشادات الربِّ، فإنَّ روحك قوّية ويمكنك فعل ما يقوله لك. لكن بدون ذاك الإرشاد، سيشعر المؤمنُ بالضعف والعجز عن إتمام المهمَّة التي أوكله الآب إليها. نرى في مثل الوزنات (متى ١٤:٢٥-٣١) بأنَّ السيّد سوف يدين في يوم الحساب الشخصَ الذي استلم الوزنة ولم يتاجر بها. لكن الَّلذين استخدما الحكمة وضاعفا ما أعطيَ لهما، حصَلوا على المزيد من المهام.

لقد تمسَّك العديد من المؤمنين ببركاتهم الموعودة لأنَّ ابن الله قادهم، وبهذا يمتلكون نفس القوَّة التي كانت ليسوع في أيام تجسُّده. إنَّ الطريقة الوحيدة لتمثيل الربِّ هي تناول خبز الحياة. كم من المحزن والمؤلم رؤية مسيحيٍّ تستغلَّه قوى الشرِّ. إذن، اطلب الكلمة دائماً وانتصر على تجاربك، وهكذا لن يسقطك أيُّ شرٍّ.

لن يكون هناك المزيد من العطش للذين يشربون من الكلمة، لأنَّها سوف تنيرهم وتقوّيهم في كلِّ ما يحتاجونه. نحن نهدف إلى طاعة الخطَّة الإلهيَّة، ولذلك نحتاج إلى قوَّة السَّماء. لم يدخل أحدٌ ملكوت الله بمحضِ الصدفة، لكن بفضل عملِ الله الذي جعله عضواً في جسد المسيح. وكلُّ الذين لا يحقِّقون مقاصد الله؛ يفوِّتون فرصةَ أن يكونوا أدواتاً بين يديه للقيام بعمله.

إنَّ الذين لا يتغذّون من خبز السماء ولا يؤمنون بيسوعَ لن يشعروا بالقدرة على تنفيذ وصاياه. فلا يهمُّ كم يحاولوا، فإنَّهم لن ينجحوا. لكن لن يتخلَّى الحكيم عن الثقة بالربِّ. نهايةً، عندما تأتي التَّجارب، سوف يتصرَّفون ببساطةٍ كمنتصرين حقيقيِّين. هللويا!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز