رسالة اليوم

02/06/2024 - وارثٌ لكلِّ شيءٍ

-

-

كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، (العبرانيين ١: ٢)

إنَّ الكائن الحكيم الذي كوَّن العالم، ووضعَ الكواكب الهائلة في مدارات ثابتةٍ، بدون احتماليَّة عدم التحكُّم بحركتها في الفضاءِ، وخلقنا على صورته ومثاله، أتمَّ أهم عمل من أجلنا: بذل ابنه الوحيد ليخلِّصنا، جاعلاً إيَّاه وارثاً لكلِّ شيء. وكوَّن الخالقُ العالمَ منه وبه.

يتغيَّر الناس بعد فهمهم لهذهِ الحقيقة، ويصبحون طائعين لمشيئةِ الربِّ. ولن يبطل هذا العمل إلَّا في حال كان هذا الشخص أسيراً للروح النجس الذي يعيقه عن الإيمان بالحقِّ. فإنَّ قول إنَّ هذه الأمور تكوَّنت بالصدفة؛ وليس هناك خالق مسؤول عن قوانين عديدة تحافظ على الحياة، مانعاً الكونَ من كوارث عظيمة هو إنكارٌ محضٌ والوثوق بالشَّيطان.

يا لعظمةِ أن يكون المسيحُ ضامنَ الوجود في العالم السَّماوي. فقد وُلد من جديد كلُّ الذين تمَّت دعوتهم ليكونوا جزءاً من عائلةِ الله (يوحنا ٣:٣) واشتركوا في جسدِ المسيح. لاحظ أنَّهم لم يشتركوا بلا هدفٍ صالح، لكنَّهم دعُوا له. وسوف يخلُصون إلى الأبدِ إذا قبلوا ذلك.

لا يمكنك تخيُّل ما يخبره الإنجيلُ عنك. فنحن نتفهَّم ما يخبره عن الذين يتغيِّرون، لكنَّنا لا نملك أدنى فكرةٍ عمَّا أعدَّه الربُّ لكلِّ فرد، سوى ما يعلنه. أنت جزءٌ من مخطَّط أعظم من حياةٍ واحدة على الأرضِ، لأنَّ الشخص المخلَّص سوف يقوم بتحقيق ما أعدَّه الربُّ لكلِّ واحد منَّا في الأبديَّة.

لا تنجذب إلى الخطيَّة حتى لو وجدت "فارس أحلامك". لأنَّ الزنا والخلاعة وغيرها من الخطايا سوف تقودك إلى الموت الثاني، من حيث لا رجعة (كورنثوس الأولى ١٠:٦ ، رؤيا يوحنا ٨:٢١). لذا، جاهد في كلِّ وقت لكي تكون ثيابك بيضاء دائماً وخاليَّة من الشوائب. ولا تكُن ملوّثاً أو متَّسخاً بالحسد والخبث والكذب، لأنَّك سوف تبدل بذلك الخيرَ بالشرِّ.

كان على يسوع أن يغادرَ مملكته ويولد في الجسد كطفلٍ صغير، لكي يسددَ ثمن خلاصنا. لكنَّ الذين يمتلكون نورَ الحقِّ ويسقطون في التَّجربة، يهينون بذلك ابنَ الله ويضلّون إلى الأبد. إذا سبق لك وانتميت ليسوعَ، لكنّك ضللت عن الطريق، فعُد له على الفور. ولا تخاطر بفرحك الأبدي من أجل أمور نجسة ومؤقَّتة. سوف تتذوَّق من جميع خيرات الله في المسيح، وستعيش بحريَّة قي ملكوت النور.

لا تتأثر بأكاذيب العدوِّ، حتى لو أبغضك العالم واجتمعت كلُّ الأشياء على معاناتك. ثبّت أنظارك على خلاصك، ولا تسلِّم نفسك للخطيَّة أو أيِّ عقيدة أو فلسفات سياسيَّة. أنت تنتمي إلى الله، ولهذا يجب أن تحيا من أجل الحقِّ ومن خلاله. ثمَّ، كلُّ الذين يحبُّون يسوع يطيعون وصاياه ويحبُّهم الآبُ (يوحنا ٢١:١٤).

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز