-
-
طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ
. (متى ٥: ٨)
إنَّ نقاء القلب ميزةٌ عظيمة، لأنَّنا لا نكون مُلامين من ضميرنا لأيِّ سبب كان. لذا، يجب طلب بركة الربِّ، وإلَّا لن يكون الربُّ ثابتاً فينا. فكلُّ الذين يقرِّرون السَّير مع القدير يجب ألَّا يتورَّطوا بأعمال العدوِّ، لأنَّهم من المؤكَّد سوف يعانون من جرَّاء خطر كبير. لذلك، يجب أن يقود الروحُ القدس مسيرنا لأنَّه هو صديقنا الحقيقيّ.
يتمُّ تطهير الداخل عند التَّوبة، عندما تُغفر جميع الخطايا ويولد الشخصُ ثانيةً في يسوع المسيح فيعيش حياةً منتصرة. وبمجرَّد أن يحدث ذلك، يصبح الأمر مجرَّد الحفاظ على تلك المكانة. لكن إذا ظهرت الشَّهوات، قُل كلا، ولا تنجذب إلى الغرور، لأنَّه إذا نجح الشيطانُ بما يريد أن يلحقه بك، فسوف يؤذيك كثيراً. لمَ تخسر نفسك في الأبديَّة، إذا كنت تستطيع الحفاظ على البرِّ والغلبة؟
ينبغي على المرءِ الذي يريد أن يبقى نقيَّاً مراعاة التعاليم الكتابيَّة والحفاظ على المسار المحدَّد من خلال عدم الانحراف إلى اليمين أو اليسار. لكن بالتأكيد سوف يجرِّبك الشرير، لأنَّه في كثير من الأحيان سوف يتسلَّل إليك كمفترسٍ حقيقيٍّ لا يريد أن تتمَّ ملاحظته أو اكتشافه، محاولاً أن يقودك إلى ارتكاب الخطأ. وبهذه الطريقة يستطيع أن يؤذيك، فإذا لم تستيقظ ستعتقد أنه لا يوجد حلٌّ، لكن فقط الهلاك.
سيسعى الشيطان لجعل ضحيّته تعتقد بأنَّه هناك بعض الأشياء الخاطئة تُبرّر لها في حالةٍ معيَّنة. لكن لا يوجد مبرِّر للمعصيّة، إلا إذا وقعت في أيدي العدوِّ وأطاعته. الرحمة! لا يوجد شيء أسوأ من أن تفعل ما يريده الشيطان. بالإضافة لكونه كاذب ومهلك؛ إنَّه سوف يملأك بالشعور بالذَّنب والنَّدم والألم. لذلك، يجب على الذين يسقطون أن يقوموا ويعترفوا ويقرِّروا أنَّهم لن يخطئوا مرَّة أخرى.
يدرك الشيطان أنَّ المؤمن لا يقع في التجربة، لذلك يستخدم فخَّاً قويَّاً للغاية لكي يجعله يخطأ، وهو: الطمع. وقد أدَّت هذه الخطية الكثيرَ من الناس إلى الإفلاس الروحي. مثال: يظهر الشيطان أنَّ شخصاً ما أرسله الله إلى شخص يقول إنَّه لم يكُن متزوجاً وفقاً لـ" الإرادة الإلهيَّة " أو أنَّ زوجته كانت غير مخلصة. ثمَّ، هذا الشخص الذي يطمع في ذلك الشخص الآخر يؤكَّد حقَّه في أن يكون سعيداً وحتى يشكر الله.
إنَّ كلَّ شيء تشعر به أنَّه من الله ولكنَّه يخالف الكلمة، فهو يأتي من الشيطان. لذلك لا تعِش بمشاعرك، لأنَّ قلب الإنسان مخادع ونجيس (إرميا ٩:١٧). فارجع إلى العلي واعترف بخطاياك له، وقرِّر ترك المجرّب بطريقة جدّية. فحياتك تستحقُّ أكثر من أيِّ متعة قذرة؛ بالإضافة لذلك، لقد تمَّ فداؤك لكي تسير مع الأب وتنتصر دائماً.
لا يعني السقوط بالتّجربة أنَّك خاطئ، لكنَّك إذا قبلت بعرض الشيطان حتى لو في السرِّ، فلن تكون نقيَّاً بعد الآن. فإنَّك لن تعاين الله إن لم تسرّه. إذا كان هذا هو ما حدث لك، فتُب الآن واعترف بخطاياك وعِش مرة أخرى في القداسة. وإلا ستفقد أعظمَ النعم؛ أيْ الخلاص.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز