-
-
لأَنَّ الرَّبَّ فَدَى يَعْقُوبَ وَفَكَّهُ مِنْ يَدِ الَّذِي هُوَ أَقْوَى مِنْهُ. (إرميا ٣١: ١١)
يشير يعقوبُ في هذا السّياق إلى شعبِ الله. لم يوجد مفرٌّ من عبوديَّة الشيطان، لأنَّ الخطية قادتنا بعيداً عن الربِّ. لكيلا يكون الموت الروحي؛ أي الانفصال عن الله أبديَّاً ولا يمكن فعل أيِّ شيء لصالحنا، فقد طرد العليُّ الإنسان من جنَّة عدن وحماها بسيفٍ ملتهب يحيط بها، ويغلق ويحرس الطريق المؤدّي إلى شجرةِ الحياة. لأنَّه إذا أكل الإنسان من هذه الثمرة فإنَّه بالتأكيد سيموت إلى الأبد.
لقد أعدَّ الربُّ موسى خلال سنواتٍ عديدة من أجل أن يغادر بني إسرائيل مصرَ، وعندما حان الوقت، أرسله ليخبر فرعون أن يطلق شعبه المختار حراً. يرمز هذا الفعل إلى العمل الذي يتعيَّن القيام به للبشرية جمعاء، نظراً لأنَّ الإنسان لم يكُن لديه طريقة للمجيء إلى الآب منذ السقوط. فقد أصبح من الضروري القيام بعمل صالح حيث يدفع شخصٌ بلا خطيَّة ثمن الفداء؛ وهو: ابن الله.
تمَّ التنبّؤ بخلاصنا منذ أن سقط آدم في عدن. وعلى الرَّغم من أنَّ الشيطان سعى جاهداً من أجل عدم حدوث ذلك، إلا أنَّ الله أتمَّ الخطَّة وفقاً لذلك، وبالتالي نلنا الخلاص. تمَّ دفع فديتنا بدم المسيح. فلا يوجد شيء آخر في هذه الأيام يمكن القيام به لتحرير الإنسان، باستثناء التبشير بالإنجيل حتى يتمكَّن المزيدُ من الناس من السماع والقبول والتحرُّر.
كانت تكلفة إطلاق سراحنا من العبوديَّة الأبديَّة باهظةً للغاية. فأرسل الله ابنه الوحيد ليحمل ذنوبنا وخطايانا وآثامنا وعيوبنا وأوجاعنا وعقابنا من أجل تحقيق سلامه. وسار المخلِّص إلى الصليب كحملٍ صامت أمام جازيه. هناك حلَّت عليه كلُّ أخطائنا ومعاناتنا، على الذي حمل كلَّ شيء بدلاً عنَّا بسبب محبَّته لنا.
لقد فعل يسوعُ ما قاله، تماماً كما جاءَ في النبوّات. وبسبب هذا، لن يهلك كلُّ الذين يؤمنون به ويقبلونه كربٍّ ومخلِّص، ولن يتعرَّضوا بعد الآن لقوى الظلام. وعندما تقبل ما فعله من أجلك، فإنَّك تخلِّص نفسك من بغضِ الشيطان، وتولد من جديد وتصبح ابناً شرعيّاً أو ابنة لله. تتوقَّف المعاناة في المسيح، وتُغسل وصمة الخطيَّة وتصبح واحداً مع الآب. لمَ لا تقبله الآن؟
لقد تحرَّر المخلَّصون! ولم يعُد هناك دينونة على الذين هم في يسوع. لقد اعتدنا أن نسير عبثاً في جسدنا ونقوم بأوامر الشيطان؛ لكنَّنا الآن نعيش تحت قيادة الروح القدس. فنحن بلا لومٍ بسبب دم الحمل، لكن ليس لأنَّنا لم نخطئ؛ بل لأنَّ يسوع مات عوضاً عنَّا. فقد خُلقنا فيه من جديد وخلُصنا من اللعنة الأبديَّة.
لقد فُدي يعقوب الحقيقي: وهذا يشملني ويشملكم ويشمل الكثير مّمن يحبّون الربَّ، نزولاً من نسلِ إبراهيم. والآن، لقد انتقلنا من الموت إلى الحياة ولن نهلك أبداً، بسببِ تركنا سيادة الظلام من أجل يسوع المسيح. إنَّ أفضل شيء فعلناه في حياتنا هو قبول دعوة الخلاص!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز