رسالة اليوم

05/06/2024 - فِي مُرْتَفَعِ صِهْيَوْنَ

-

-

فَيَأْتُونَ وَيُرَنِّمُونَ فِي مُرْتَفَعِ صِهْيَوْنَ، وَيَجْرُونَ إِلَى جُودِ الرَّبِّ عَلَى الْحِنْطَةِ وَعَلَى الْخَمْرِ وَعَلَى الزَّيْتِ وَعَلَى أَبْنَاءِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ. وَتَكُونُ نَفْسُهُمْ كَجَنَّةٍ رَيَّا، وَلاَ يَعُودُونَ يَذُوبُونَ بَعْدُ

. (إرميا ٣١: ١٢)

يا للروعةِ! لا شيء يُمكن أن يمنعنا من الذهاب إلى المخلِّص! حتى لو أغلقتْ الجحيمُ كلَّ الطرق أمامنا لعرقلتنا، فسوف نصل إلى المكان الذي عيَّنه الله لنا. فلا تهمُّ مدى صعوبةِ الرحلة، فسوف يأخذنا إلى الوجهة المعيَّنة. ولن نكون يائسين أو مرتبكين، لأنَّ نور الله الأبدي سوف يضيءُ ويظهر لنا إلى أين يجب أن نسير. ولن نتعثَّر أو نتعرقل خلال مسيرنا إلى صهيون باتِّباعنا الربِّ.

إنَّ رحلتنا هي رحلةُ الفرح والحريّة الكاملة والخضوع الكامل لله. سوف نغنّي في المسير إلى مرتفعِ صهيون، أيْ كنيسة يسوع. في الواقع يجب أن نصلَ إلى مكانة المسيح (أفسس ١٣:٤) ويجب ألَّا نتخلَّى عن الوصول إليها. فلن يفصلنا شيء عن محبَّة يسوع بسبب قوَّة إيماننا به (رومية 8:35). وسوف نكمل مهمَّتنا بنجاح.

لقد أعدَّ العليُّ لنا مسار السِّباق للاستمتاع بالبركات التي يمتلكها من أجلنا. لذلك، لا يجب أن نضيّع الوقت. لأنَّه عندما نجد هذا الكنز في الحقل، يجب أن نخفيه ونبيع كلَّ ممتلكاتنا ونحصل على هذه الممتلكات الثمينة التي توهَب مجَّاناً (متى ٤٤:١٣). إنَّ "بيع كلِّ شيء" في هذا السياق، يعني تجاهل وازدراء جميع التعاليم المخالفة للكلمةِ، والحصول على ما أعطيَ لنا في الكتاب المقدَّس.

لدينا من بينِ هذه العطايا الحنطة والخمر والزيت. فالحنطة هي الغذاء للجسدِ، فيجب أن يتغذَّى هيكل الربِّ بشكل صحيح ليكون لائقاً لإيواء السيِّد. والخمر هو للروح، الذي يعطي الفرح للعيش في حضوره الإلهي حتى نتمكَّن من خدمة الله. ويشير الزيت إلى المسحة السماويَّة التي تمكّننا من مسرَّة الآب وتمجيده.

تمثِّل الغنم والبقر الذبائح التي يجب أن نقدِّمها لمجد الله. هذان الشَّكلان رمزيّان، لأنَّه في العهد القديم كان من الشائع تقديم ذبائح حيوانيّة لله. وقد أصبحت الذبائح روحيَّة مع مجيء حمل الله الذي يرفع خطيَّة العالم، ذبائح تنتجها شفاهنا التي تسرُّ الربَّ. كلُّ هذا متاح لنا ومن الأفضلِ أن نمارسه من أجل مصلحتنا.

أخيراً، يقول الوعدُ إنَّ روحنا ستكون مثل جنَّة ريَّا. فيجب أن تكون حياتنا على هذا النحو، لأنَّه عندما تكون الجنَّة ريَّا ومُعتنى بها، تصبح مهيّأة للتفكير السليم. إذن، هكذا يريدنا الله أن نكون في جميع الأوقات. لذا، تفحَّص لمعرفة ما إذا كانت حياتك تحظى برعاية جيّدة أو مثل أرض قاحلة تكثرُ فيها الأعشاب الضَّارة ولا يُمكن العثور على أيِّ شيء لإشباع جوع الضَّالين.

يعلن القديرُ أنَّنا لن نسير مرَّة أخرى في الحزن. يا لها من صورةٍ مُسرّة إذا عاش جميع المؤمنين هكذا! لقد وعدنا بأن نكون كجنَّة ريَّا. افحص نفسك لكيلا تخزي الربَّ.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز