-
-
فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ،
(متى18:28)
يا له من يومٍ! لقد قام المَسيح من الموت في أورشليم واقترب من الذين أطاعوه في الجليل ليعطيهم أروع معلومات يرغبون في سماعها. لقد أُعطيَ كلَّ سلطانٍ في السَّماء وعلى الأرض. وأمرهم أن يبقوا في أورشليم حتى يُلبسوا قوة من الأعالي. وهكذا توجَّب عليهم أن يذهبوا إلى كلّ العالم كي يكرزوا ببشارة الإنجيل السَّارة.
أعطيت هذه المسحة بعد أيام. وأصبح بإمكان أتباعه أن يظهروا للعالم أنَّ السُّلطان الذي مُنح له، هم أيضاً يتمتَّعون به، وبالتالي ستحدث المعجزات أينما ذهبوا للتبشير. ولكن مع مرور السِّنين، بدأت الكنيسة تصبح أكثر تطوراً ورقيّاً، وبالتالي توقفت المعجزات عن الحدوث. وآمنَ الكثيرون بقصص مختلقة بدلاً من ذلك للأسف.
يحتاج العالمُ اليوم إلى أن يرى المَسحة التي كانت على السَّيد، ويشهد العجائب التي تحدث في حياة المؤمنين. الإمكانية الوحيدة أمام المجتمع هي الإصغاء إلى أبناء الله الذين يجرؤون على التبشير بأن يسوع هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد. (عبرانيين 13: 8). إنَّ غياب أو عدم وجود حلولٍ خارقة للطبيعة يرجع حصريًا إلى حقيقة أنَّ الكنيسة لا تلتزم ولا تفعل ما أمرَ بهِ السَّيد، وهذا أمرٌ خطير للغاية. عندما يعود الربُّ سيطلب من أولئك الذين يدَّعون أنهم ممثلوه شرحاً لِما فعلوه بالوزنات التي أعطاهم إيَّاها.
عاشَ واعظٌ اسمه مونتانو في سنة 150 للميلاد، وكان يبشِّر بالآيات التي تبعت يسوع. ولكنَّ معنويات المسيحيين قد انهارت لأنه انحرف عن الطريق، والإمبراطورية الرومانية استخدمتْ حكمائها لمنع قادة الكنيسة من استخدام القوَّة الممنوحة من الله.
وهذا الخطأ الذي ارتكبه القادة، جعل الكنيسة تتجه إلى العلوم الإنسانية لدحض الفلاسفة والمفكرين الرّومانيين الذين اضطهدوا الإيمان المسيحي من خلال انتقادهم لوجود إلهٍ واحد فقط. طاردهم تاسيتوس وبليني وآخرون لئلّا يستخدمون القوَّة الإلهيَّة وهكذا بدأ النور يختفي. لم يكن في الكنيسة رجال حكماء لكتابة الرسائل في ذلك الوقت، بل أناسٌ حمقى لم يستخدموا اسم يسوع الكلّي القدرة. هل سيكرِّر هذا الخطأ نفسه؟
قد تحدث حالات مماثلة في أيامنا هذه. وعندما يظهرُ ضدّ المسيح، سيتحالف أناسٌ معه وينكرون الربَّ الذي فداهم من أجل إنقاذ حياتهم. فقط الذين يصبرون حتى النهاية سوف يخلصون. ولهذا يجب علينا أن نكرِّس أنفسَنا لنكون أوانٍ لله كما كان يسوع. ليس هناك شهادة أعظم من أن نستخدم اسم الربِّ لتحرير المظلومين وشفاء المرضى.
هناك نهضة عظيمة منتظرة حيث يُجري الله العجائب العظيمة والقوّات في كلِّ مكان، مانحاً التوبة والتقديس للناس والحياة الأفضل بيسوع. لذلك عندما يظهر إنسانُ الإثم والارتداد في العالم، سيأتي المسيح ويُبطل وجوده.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز