رسالة اليوم

09/06/2024 - مؤسَّسٌ على الصَّخر

-

-

وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ، مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ، وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُوَاتِي،

(مزمور2:40)

لقد عملَ الله بفعالية من خلال داود لأنَّه سمحَ للقدير أن يستخدمَه. هذا هو النَّمط الكتابي، ولهذا فإنَّ كلَّ من هو أداة في يدِ الله لن يندم أبدًا. لا يتخلَّى الربُّ عن أيّ شخصٍ يستجيب لدعوتهِ، ويلتزم بفعلِ الخير ويُظهر محبَّة عظيمة لعملهِ الإلهيّ. ولكن إذا وجِد هناك أيُّ دليل على ممارسة الخطيئة، فقد يتذوَّق مدى سوء الانحراف عن الطريق.

سقطَ داود في حفرةٍ رهيبة. وذكر تعرّضه لهجوم قوى الظَّلام لفترة من الزَّمن. ولكن عندما تصالحَ مع القدير، رأى اليدَ الإلهية تعمل لصالحهِ. وبالمثل، فإنَّ كلَّ الذين يتأثرون بشكلٍ ما من أشكال التَّجربة، عندما يدركون أنَّ قرارهم كان كارثيًا ويصرخون طلبًا لرحمة الله، سوف يختبرون محبَّته العظيمة مرَّة أخرى.

بالمناسبة، فإنَّ الذين سقطوا لا يجدون أنه من السَّهل التوصُّل إلى حلٍّ بجهد قليلٍ أو بدون جهد. عندما يرتكبُ شخصٌ ما خطأً، يجد نفسه غارقًا في حفرة موحلةٍ. أولئك الذين ينقادون إلى التجربة هم في ظروف صعبة تزدادُ سوءًا كلَّ يوم. وللخروج من هذا سيكون عليهم أن يطلبوا المُساعدة ويقبلوا وعودهِ.

عندما يخلِّصنا الله، يضعنا تمامًا في مكانٍ لا يجب أن نغادره أبدًا، ويحرِّرنا من الظُّلم ويثبت أقدامنا على الصَّخرة. أولئك الذين يقاومون تبكيتَ الرُّوح ليسوا سعداءً؛ أمَّا الذين يعترفون بخطاياهم ويعودون إلى الربّ فيجدون الرَّحمة في الآب الذي يحبُّ أبناءَه حقًا. إذا كنتَ بعيدًا عن محبَّة الله، فارجع إليه الآن، قبل فوات الأوان.

إلى جانب ثباتك على الصَّخرة، يصحِّحُ الربُّ خطواتك وسيرك وأعمالك – قراراتك واختياراتك. وهذا بالطبع يحدث بالإيمان، وإلَّا فلن يكون بالطريقة الكتابيّة، وهي الطريقة التي لن يتحرَّك بها. لذلك ابحث عن مكانك في وعود الكتاب المقدَّس. وضَع ثقتك فيما تعتقد أنه إرادة الله لك. إنَّ شهادة الربِّ عن مؤمنيهِ تتحقَّق دائمًا.

إنَّ ما حدثَ لداود سيحدث لأيِّ مؤمن آخر طالما سمِعَ وأصغى إلى كلمة الله المعصومة عن الخطأ. ثِقْ بما يُريده الله لك وسيتمُّ ذلك تماماً. لا يُمكن أن يفشلَ الله في وعوده. ما يراه سيكون كذلك، وكلُّ ما تطلبه في الصَّلاة، بناءً على ما تعلَّمته في الكلمة، سيتحقَّق لك.

كُنْ مثل داود، مثالاً للذي يحتاج إلى تدخُّلٍ إلهي، صرخَ للربّ واستجاب له. وهكذا سيأتي إلى الله كلُّ من يسمع شهادتك أيضاً ويحصل على معونتهِ. قرارات الله القدير سوف تتحقق، لأنَّ لها عنوانها في حياتك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز