رسالة اليوم

10/06/2024 - نِعْمَةً فِي الْبَرِّيَّةِ

-

-

هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ وَجَدَ نِعْمَةً فِي الْبَرِّيَّةِ، الشَّعْبُ الْبَاقِي عَنِ السَّيْفِ، إِسْرَائِيلُ حِينَ سِرْتُ لأُرِيحَهُ»
(إرميا 2:31)

إنَّ اللَّحظة التي نعيشها تستحقُّ اهتمامًا كبيرًا، لأنّ الشَّيطان سيزرعُ الزَّوان مع الزرع الجيِّد عندما تنتشرُ كلمة الله، وبالتَّالي ستأتي التَّجارب. تحدث هذه الأمور لأسبابٍ مختلفة وأحدها هو عدم قبول الخطة الإلهيَّة. لذا يجب على المخلَّصين أن يكونوا حذرين ومتيقظين لكلِّ ما يفعله الشَّيطان لإفشالِ أو إحباط خلاص الهالكين. أيّ عثرة سوف تأخذ الكثيرين إلى العذاب الأبدي.

نجا إسرائيلُ من السَّيف لأنَّهم وجدوا نعمةً في البرّية. يجب أن نعرف كيف نميِّز الفرقَ بين عمل الله والتَّجربة. في أحيانٍ كثيرة، يسمحُ الله بالتَّجربة كما فعل مع يسوع، ولكن لا يمكن أن نسمحَ لأنفسِنا بقبول اقتراحات الشَّيطان. إنَّ مواجهة التَّجربة لا تجعل أحدًا خاطئًا، ولكن قبول التّجربة تجعل الشَّخص خاطئًا. سواء كانت التَّجربة جسديّة أو عاطفيّة أو روحيَّة، لن نجد النِّعمة إلَّا عند القدير.

إنَّ تاريخ شعبَ الله مليءٌ بالارتفاعات والانخفاضات. لقد عانى شعبُ إسرائيل كثيرًا لعدم احترامهم كلمة الله. ولكن عندما عادوا إلى الربِّ، وجدوا نعمة لا يمكن تصوُّرها حيث لم يكن هناك شيءٌ متوقع. وكذلك اليوم لا تقبل أكاذيب الأعداء، بل ثِقْ في كلِّ الأحوال والمواقف أنَّ القدير سيشفع لك، وينقذك من أيّة محنةٍ.

إنَّه وقتٌ للرَّاحة، لأنَّه ليس بالقدرة ولا بالقوَّة، بل بالرُّوح القدس يجب أن نسلك حسبَ الكلمة الإلهيّة. إذا كنَّا في شركة مع الآب، فلن تمسَّنا أو تؤذينا سهامُ الشَّيطان. ما دام الله يوجّه خطواتنا، فلماذا نحاول أن نفهم ما يحدث أثناء الرِّحلة؟ يعرفُ الربُّ كيف يحمي كلَّ من يؤمن بكلمته ويقبلها ويثق بها. إنّه أمينٌ.

كانت الحربُ جسدية في العصور الماضية، وكان النَّاس يقتلون بعضهم بعضاً؛ اليوم المعارك روحيّة. وكلُّ ما حدث في تلك الأيام كان رمزًا لِما يحدث في العالم الرُّوحي. ولكن ليس لدينا ما نخافه. على الرّغم من أنَّ كلَّ شيء يبدو أنه ضدَّ شعب الله، إلَّا أنَّ هناك طريقًا للنَّجاة: هزيمة خطط الشَّيطان. كيف؟ باستخدام اسم يسوع لربطِ وتقييد رؤساء الجحيم الذين يشنُّون معارك وحروبًا ضدَّ المُخلَّصين والكنيسة.

إلى الأمام أيتها الكنيسة! لقد أُعدَّ الربُّ مكانك. لا تحاربوا لحمًا ولا دمًا، ولا تهتمُّوا بأمور هذا العالم. وعدَ الله أن يسبقكم ويفتح لكم الأبواب. لقد تمَّ تحقيق انتصارك بفداء يسوع وموته؛ لذلك لا تقبل أدنى فكرة لخسارة أيّة معركة! قِفْ على قدميك وانتصر بالإيمان. لماذا تهرب من الضُّغوط ولا تعطي القديرَ مكانه الصَّحيح في حياتك؟

ما قاله الله سيكون دائماً. كُنْ متيقظًا لسماع صوته من خلال الكلمة، وعند أقلّ توقّع، سيقودك صوتُ البوق إلى استخدام سلطتك وسيتمّ التراجع عن كلِّ الشَّر. يثقُ القديرُ أنَّ شعبه لن يخيّب ظنَّه. ففي النِّهاية، لقد زوَّد شعبه بكلِّ احتياجاتهم حتى يوم النَّصر الكاملِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز