رسالة اليوم

15/06/2024 - ما هي غاية الوصيَّة؟

-

-

وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ.

(تيموثاوس الأولى5:1)

خلقَ الربُّ الوصايا وأمرَنا أن نحفَظها ونطيعَها من أجلِ مصلحتِنا. وهي مقسَّمة إلى فئتين: سلبية وإيجابية. وإلى عام (للجميع) وشخصي (عندما يُدعى بعضُ الأشخاص في مهامٍ خاصَّة). أمَّا السَّلبية فهي ما يُحظرُ فعله، مثل السَّرقة والزِّنا وما إلى ذلك. والإيجابيّة هي الوعود التي قطعناها للربّ وهكذا صارتْ التزاماتٍ علينا.

يريدُ الربُّ سعادتَنا من خلال إعطائنا وصاياه، وعندما نطيعها نُظهر ونثبتُ محبَّتنا لله. وهكذا يمكنهُ أن يحبّنا – فنحصل على الوعود ونحققها. قال يسوعُ: الذي يحبني يحبُّه أبي وأنا أحبُّه وأظهر له ذاتي (يوحنا 14: 21) فهل يوجد شيءٌ أفضل؟

وإلى جانب هذا سيكون لدينا محبَّة القلب النَّقي. ومن الواضح أنَّ الربَّ يطهّر باطن الذين يتمِّمون إرادته. في الواقع، كما قالَ يسوع، طوبى لأنقياء القلب لأنَّهم يعاينون الله (متى 8:5). وهذا شرطٌ للصُّعود إلى الجبل، والتواجد في المكان المقدس والحصول على البركة (مزمور 4:24، 5) بلا شكٍّ، التَّخلص من الشَّر يكفي للعيش بشكل لائق.

كثيرٌ من النَّاس لا يستطيعون تحرير أنفسِهم من تأنيب ضمائرهم ليلًا ونهارًا، وعلى الرُّغم من أنَّهم يحاولون جاهدين، إلَّا أنَّهم لا يتمتَّعون بلحظةٍ من السَّلام. فيسألون أنفسَهم: لماذا سمحتُ لنفسي بارتكاب هذه الأخطاء. للأسف لم يتعلَّموا الطريقة البسيطة والسَّهلة لتحرير أنفسهم من الأفعال الشّريرة، وبالتالي يعيشُ البعضُ في حالة المرض كثيراً، والبعضُ الآخر في حالة بائسةٍ.

لا يعيش المُطيعون دونَ ألمٍ في ضمائِرهم فقط، بل يعيشون الشُّعور بأنهم لم يفعلوا إلَّا الخير أيضاً. وهكذا يكونون قادرين على تصديق كلام الربّ وإتمامِ قراراته. وبالتالي يسمعُ الله لهم ويستجيبُ عن طيبِ خاطر. كلُّ هذا مجرَّد مسألةَ اهتمامٍ وطاعة للأوامر الإلهية. الرِّبح لنا فقط.

والفضيلة الأخرى الناتجة عن طاعة وصاياه هي الإيمانُ العامل غير المُصطنع. لا يمكننا أن نؤمن بالله وفي نفس الوقت ليس لدينا إيمانٌ قوي. ليس هناك شيء أكثر حزناً من أن يهاجمك الشَّر ولا تتحرَّر منه. وراء الظروف السَّيئة هناك روحٌ شرِّير. لكن بالإيمان الحقيقي الواقعي نفوز دائمًا.

وعلى ضوء هذا كلّهِ، لا بدَّ أن نحفظ وصايا الآب حتى ننتصرَ. من ناحيةٍ أخرى، من يعرف ما ينبغي فِعله ولا يفعل، فهو مرشّح لزيارة الشَّيطان لحياته بغية تدميرهِ. إنَّ تنفيذ مشيئة الله أمرٌ حسنٌ للغاية.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز