رسالة اليوم

20/06/2024 - عندما يكونُ المستحيلُ ممكناً

-

-

اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا؟ مِنَ الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي. (مزمور12:19)

لقد اعتدنا على رؤية أخطاء الآخرين، ولكن ليس من السَّهل دائمًا رؤية أخطائنا. وهذا ليس صدفة. إنَّه نتاج تجربة مدروسةٍ تزحف بهدوء، وتطوّر رغبتنا ببطء مع مرور الوقت، دون إدراكنا. ثمَّ عندما يحدث شيءٌ أعظم أو حتى الوقوع في الخطيئة، نرى خداع العدوِّ الذي أوصلنا إلى فخِّه. لو بقينا يقظينَ، ومتَّصلين بالكلمة، لَما حدث هذا.

من السَّهل إدانة الآخرين، وهذا يُعطي عذرًا لضميرنا الذي يتَّهمنا دائمًا بالسُّقوط في أيدي العدوِّ. الطريقة الوحيدة لعدم الاستسلام لحيلَهِ هي أن نحيا بالكلمة. عندما ترى أنك اتَّخذت قراراتٍ لا يدعمها الكتابُ المقدَّس، ارجع فورًا إلى الله. كلَّما ابتعدنا عنه كلَّما اقتربنا من المجرِّبِ.

يقولُ يسوعُ أنَّنا أشرارٌ ولكن رغم ذلك، نعرف كيف نعطي الخيرَ لأولادنا (لوقا 11: 13). لذلك، بغضِّ النَّظر عن مدى ابتعادنا عن الحقيقة، فإننا لا نزال نعرف ما هو البرِّ. أولئك الذين لم يسمعوا الإنجيل مطلقًا سوف يُدانون من خلال ضميرهم، ومفهومهم للصَّواب والخطأ. ولكن من الأفضل كثيرًا أن نسيرَ مع الله، ونطيع وصايا الكلمة، ونقاوم الحِيَل الشَّيطانية، والأكاذيب، والخداع.

صلّى الملكُ حزقيا عندما تلقّى كلمة من إشعياء عن موته الوشيك، وبالتالي يجب أن يوصي بيتهُ، لكنّنا نرى في تلك الصَّلاة أنَّه كان مقتنعًا ببرّه، إذ قال لله العليّ أنه سارَ باستقامةٍ أمامهُ دائماً، وأطاع الإرادة الإلهية، وفعل ما هو صوابٌ أمام الربِّ. ثم بكى بمرارةٍ.

أثناءَ صلاة الملك، جعله الله يرى كيف كانَ عرضة لهجماتِ العدوِّ. ولكن بعد التوبة، سمحَ لله أن يغيّر قلبه ويمنحه خمس عشرة سنة أخرى من الحياة. وهكذا شُفيَ. في حين أنَّ أيِّ شخصٍ ليس لديه لقاء حيٌّ وحقيقيٌّ مع الآب السَّماوي، لن يرى أخطاءه ولن يطلب إزالة الخطايا الخفيّة.

يجدُ الكثيرُ من النَّاس أنَّه ليس من السَّهل على الإطلاق التَّخلي أو التَّوقف عمَّا يبدو جيدًا أو ممتعًا؛ ولكنَّهم مقتنعين بالربّ، يطلبون المغفرة ويتغيَّرون. الأخطاء الخفيّة هي الأسوأ، لأنّه إذا لم يتم تحديدها وإزالتها، فلن يكون الله حاضرًا. تعلِّمنا هذه الكلمة أن نصلّي من أجل نوال الغفران كي نصلَ إلى الآب. لماذا لا تصلّي الآن؟

استخدمَ اللهُ داود لإظهار الحقّ. من الضَّروري أن يتمَّ تطهيرنا من التجاوزات التي تُمارس. يريدُ الربُّ أن يُعِدّك لأعمالٍ عظيمة. ما تعلَّمته اليوم سيكون ذا قيمة لتحسين قربك من الله. تابع حتى لا يوجد فيك المزيد من الإدانة. آمين؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز