-
-
حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ لِي. حَلَلْتَ مِسْحِي وَمَنْطَقْتَنِي فَرَحًا (مزمور11:30)
يُنهي داودُ المزمور 30 بالصَّلاة ليسمعه الربُّ. كما يطلب الرَّحمة وأن يكون الله معيناً له. وكان طلبه صحيحاً. لماذا نصلِّي أصلاً، إن لم يكن لنُسمع؟ ما هو الإنسان إذا كان الله لا يرحمه؟ نحن بعيدون جدًّا عن المكانة التي أرادها اللهُ لنا، فدون الرَّحمة الإلهية، لن نجده أبدًا. ومادام هو معيننا، فإنَّ مشاكلنا قد انتهتْ.
مكّنَ يسوعُ الله بذبيحتهِ من تحويل حزننا إلى رقصٍ. ليس علينا اليوم أن نحدِّق في الصَّليب ونبكي على يسوع الذي صُلب بدلاً عنّا. ولكن علينا أن نفرحَ لأنَّه دفع الثمن لفدائنا. والآن يستطيع جميعُ المؤمنين بالإنجيل الذين نالوا رحمته أن يقولوا: "الربُّ مخلِّصي، ماذا أحتاج أيضًا؟
لقد نزع الربُّ عنَّا مِسحَنا الذي كان تعبيراً عن المعاناة والذلِّ وألبسَنا ثيابَ الفرح والبَهجة. ليس لدى المخلَّصين ما يحزنون عليه أو يبكون بسببهِ. نفتخر اليومَ بحالتنا كمفديين من قبل الربّ. لقد تحرَّرنا، وبالتالي يجب أن نُظهِرَ فرحَنا الكامل أمامَ الآب. أولئك الذين يتمنطقون بالفرح لا يحتاجون أبدًا إلى ارتداء مِسح الذلِّ والعار فيما بعد. هللويا
كلُّ هذا لكي يسبِّحه مجدُنا وبريقنا وتوهّجنا لكوننا أبناء القدير. إذ نفهم موقفنا أمام الربِّ والنَّاس، سنسير ورؤوسنا مرفوعة، والنُّور يشرقُ على وجوهنا، وتكون هذه رسالة إلى الذين لم يتركوا مِصر الرُّوحية ويذهبوا إلى دار الحرِّية. اليوم نحنُ في المجدِ، لأنَّنا ننقل سلامَ ومحبَّة القدير.
مجدُنا لا يمكن السُّكوت عنه. يجب علينا أن نفرحَ في كلِّ لحظة بحضور ذلك الذي أحبَّنا حتى بذل ابنه الوحيد ليموت عنّا. ولم نعُد عبيداً للظلام. احتفِل بهذه الحقيقة الأبدية، لأنك حصلتَ على إكليل الحياة. إنَّ المخلَّصين هم مثل الذين اضطُهِدوا، وعندما أُنقِذوا وأُطلِقوا، لبسوا ثيابًا جديدة، وجلسوا عند قدمي المَسيح في برٍّ كاملٍ.
لقد مضى عارُنا، وتوقفَ ألمُنا، وحُلَّتْ مشاكلنا. والآن علينا أن نعيش كما يريدنا الربُّ. لا يجب أن نسكتَ بشأن ما فعله من أجلنا، حتى لو تألمنا مثل بطرس ويوحنا على يد الكهنة غير المؤمنين. إذا حدث هذا لنا، فسيكون بمثابة هدية جميلة من الربِّ. ولا ينبغي لنا أن نتوقف عن الحديث عمَّا رأيناه وسمعناه منهُ.
كُنْ سعيداً! لقد تحوَّل نوحك إلى رقصٍ لأنه قد زال عاركَ. يجب أن يترنم مجدك للربّ. أخبره أنك سوف تسبِّحه إلى الأبد. هذا ما يتوقعه الربُّ: فعندما تخبر الآخرين بما فعله في حياتك، فإنك تمجِّد اسمَه. آمين
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز