-
-
مُبَارَكٌ اللهُ، الَّذِي لَمْ يُبْعِدْ صَلاَتِي وَلاَ رَحْمَتَهُ عَنِّي. (المزامير ٦٦: ٢٠)
لقد تعلَّم كاتبُ هذا المزمور شيئاً لم يتعلَّمه المخلَّصون بعد: لن يصغي الربُّ لنا إذا أصغينا إلى شرِّ وإثم قلوبنا. في الواقعِ، لا يقدر المؤمن أن يسمح لنفسه بالإنجذاب إلى الأباطيلِ الكاذبة، ويتوقَّع العيش مُحرَّراً من كلِّ عناء. إذا كسب شخصٌ ما شيئاً من أعمال الشرِّ أو تمَّ إقناعه بها، فسوف يصبح هذا الشخص عبداً لهذه الشرور، ومنذ ذلك الحين سيكون هناك ألمٌ مستمرٌّ في حياته.
لا يمكن لأحدٍ معرفة ما في قلوبنا. لكنَّنا إذا انغمسنا في الخطيَّة، فسوف ننفصل عن القدير منذ تلك اللحظة، وسنصبح عرضةً لهجمات العدوِّ. للأسف، يريد الشيطان أن يرى نورك مُطفأ وخاليّاً من نور الربِّ، فيواصل بهذه الطريقة عمله المدمّر في حياتك. لذا، إن كنت قد سقطت في الإثم، فارجعْ الآن إلى المسيح بخشوعٍ، واطلب منه أن يغفر لك. وهكذا، ستجد أنَّك تحرّرت من الشرير.
لقد لاحظ كاتبُ المزمور بأنَّ الله سمع صلاته بطريقةٍ رحيمة. إلا أنَّه لا يعني ذلك وجود إثم في قلبه، وغالباً أنَّه كان يمرُّ أو قد تعرَّض لتجربةٍ، ولم يخضع لإغراءات الشرير. فقد وضع الشرط في (الآية ١٨)، ولكنَّ ثباته دفعه لإعلان حريَّة نفسه. لذلك، إن هاجمه الشيطانُ، فسوف يواجه خصمه وينتصر عليه. يجب على كلِّ مؤمن أن يعيش بهذه الطريقة، أتوافقني الرأي؟
يؤكِّد الله البركة عندما يستمع إلى صلاة أحدهم، حتى وإن كانت طلبة شفاء أو نجاة أو نجاح. فإذا كان هناك في حياتك أمرٌ غير قابل للحلِّ، صلِّ إلى القدير من أجل الغفران والمساعدة. لأنَّك عندما تتشدَّد بالمسحة الإلهيَّة، فإنَّ المشكلة التي بدت مستعصية ستصبح مثل ذرَّةِ تراب، التي إذا نفضتها بإصبعك لطارت بعيداً عنك. هللويا!
لم يرفض الربُّ صلاة كاتبِ المزمور، لأنَّها كانت ممزوجة مع الإيمان. إذن، كلُّ شخص يصلِّي بهذه الطريقة سوف ينال أيضاً ذات الاستجابةِ. فلا يهمُّ من تكون أو ماذا كنت من قبل، بل من ستكونُ من الآن فصاعداً. فقد سمعت وفهمت كلمة الله، إذاً لا تتأثَّر بأكاذيب الشيطان، لأنَّ الربَّ سيتعاملُ معك اليوم مثلما تعاملَ في الماضي مع الذين آمنوا به.
إنَّ الحقيقة الخطيرة والشُّجاعة التي ظهرت لنا من خلال كاتب المزمور، هي أنَّ الربَّ بإمكانه إبعاد رحمته عن شخص ما، مّما يوحي بأنَّه يفعل ذلك مع الذين لا يعيرونه أيَّ اهتمام. والآن، لا يوجد شيء أكثرُ تعزيّة وراحة من الإيمان بالقدير، فتصبحُ بهذه الطريقة منتصراً. لا تفوّت هذه الفرصة للانتصار، فأنتَ مختارٌ ونلت كلمة الله مع القوَّة لتحريرك (يوحنا ٣٢:٨) آمين!
صلِّ بإيمان كما صلَّى كاتب المزمور. لأنَّ الله لا يمكنه مساعدة أحد لا يصلِّي بإيمان. وإن وجِد إثمٌ في قلبك، فتخلَّص منه الآن. ولا تعطِ إبليس فرصةَ قولِ إنَّه غلبك، لأنَّك انتصرت عليه بيسوع المسيح. اجعل قوَّتك في ابن الله، وكُن منتصراً باسمِ يسوع. هللويا!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز