إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلاَ رَفْعٌ؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا». (التكوين ٤: ٧)

كان هناك شقيقان في العالم فقط، ولا بدَّ لهما أن يكونا صديقَين مُحبَّين ومعينَين لبعضيهما، لكنَّ البكرَ أصبح قاتلاً. يا لها من مأساةٍ! كم شعر آدم وحواء بالسّوء عندما رأيا هابيل بلا حياة وساقطاً مقتولاً. حسناً، تعرَّضت عائلاتٌ كثيرة لتجارب مماثلة، فقلَّدهم أبناؤهم بسبب عدم خدمتهم للربِّ، ووقعوا فريسةً لإبليس.

كان الدافع وراء هذا القتل الوحشي هو أنَّ الربَّ لم يقبل تقدمةَ قايين التي لم تقدَّم بمحبَّة وإيمان. لذلك، ينبغي على الجميع أن يُكرموا الربَّ في أعمالهم، لأنَّهم خُلقوا من قبلِ الله مصدرِ الحياة. لا يأخذ القدير أيَّ شيء من أحد، بل أنَّه يعطي بالتَّأكيد. فإذا قادك الربُّ إلى الفهم، يجب عليك أن تقدِّم له ولعمله شيئاً ما، ثمَّ إنَّ هذا الطلب لصالحك. وأيضاً، نحن نأخذ من خلال العطاء.

لا تدع الشَّيطانَ يدخل لقلبك، لأنَّه إن حدث ذلك فلن تتصرَّف كإنسان عاديٍّ، بل كعبدٍ لإبليس. وإلى جانبِ استخدامك من قبل الشرير لإيذاء أحدهم، سوف تتذَّوق كم أنَّه شريرٌ، ولن يتركك بلا أذى. ليس من المهمِّ إنْ ساعد أحدُهم العدوَّ في طريقة معيَّنة، فإنَّ الشَّيطان سيقوم دائماً ضدَّ هذا الشَّخص والآخرين أيضاً.

يقول الإنجيل إنَّ قايين كان من الشّرير (١ يوحنا ١٢:٣)، ولهذا السبب ذبحَ أخاه. لقد أخبر الله قايين قبل ارتكابه الجريمة أنَّ الخطيَّة رابضة على الباب وإن أحسنَ أفلا رفع؟ وبالتالي، لن تتغلَّب عليه. إلا أنَّ قايين سار في طريق الشرِّ بمحض إرادته. فإنَّ الذين لا يطيعون الربَّ سيدركون يوماً ما أنَّهم ارتكبوا أكبر حماقة في حياتهم. كُنْ حذراً!

إنَّ كلَّ الذين يفعلون الصَّواب يجدون قبول القدير، لكن إن لم تنبع أعمالهم من قلبٍ نقيٍّ، فلن يقبلها الله. لذلك، لا تقبل أبداً أفكارَ الشيطان. سيكون هناك ثمن تدفعه مقابل كلِّ خطأ ترتكبه. يريد إبليس أن يجعلك مستودعاً للمعاناةِ. والطريقة الوحيدة للتخلُّص من سلطة الشرِّ الماكرة، هي أن تسلِّم حياتك ليسوع.

خُذ لنفسك ما قاله الله لقايين كما لو قاله لك، لأنَّ ذات الشيطان الذي جرَّب ابن آدم البكر، لن يستسلم من فعل الشرِّ بأيِّ أحد كان. فهو يجول في هذا العالم مجرِّباً الناس يميناً ويساراً، وللأسفِ يصغي الكثيرون له، ويحكمون على مصيرهم باللعنة الأبديَّة. إنْ سبق وتأثَّرت بسيادة الشرِّ، فتُب وتغيَّر الآن. آمين!

عندما نطيع مشورةَ الله، نمنع بذلك أنفسنا من تلقّي الأوامر من الكائن الذي يريد أن يسرقَ ويقتل ويُهلك. من الأفضل أن تخدم المسيحَ الذي لم يدفع ثمن خلاصنا من مملكةِ الظلمة فقط، لكنَّه أيضاً القدير. وبدونه لن تحصلَ على شيء، لا شيء على الإطلاقِ! آمين!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز