رسالة اليوم

24/06/2024 - صلاةُ الذينَ يُدركونَ أخطاءَهم

-

-

اسْتَمِعْ يَا رَبُّ وَارْحَمْنِي. يَا رَبُّ، كُنْ مُعِينًا لِي. (المزامير ٣٠: ١٠)

كان للملكِ داود سقوطاً وقياماً في إيمانه بالربِّ، فقط مثل أيِّ إنسان. سوف يختبر المخلَّصون ذاتَ الأمر وفي ذات الطريقة، وطالما أنَّهم يعيشون في العالم فسوف يواجهونَ المصاعب (يوحنا ٣٣:١٦). تقول الكلمةُ إنَّ الربَّ أمين، لذلك لن يسمح أن نُجرَّب قوق طاقتنا، بل سيضع مع كلِّ تجربة المنفذ (١ كورنثوس ١٣:١٠). إذن، لا تخَف أثناء التجربة.

كان ملكُ إسرائيل الشُّجاع أداةً للربَّ، ليعلِّمنا كيفيَّة طلبِ المنفذ في المشكلات التي تظهر في حياتنا خلال مسيرنا نحو السَّماء، حتى إنْ أطعنا مشيئته أو لم نفعل ذلك. ثمَّ، سوف يعلِّمنا القدير ما يجب أن نفعله لنبقى أحراراً من العدوِّ إلى الأبد، بعدما نجتاز في كلِّ الصعاب. يكمن سرُّ الانتصار دائماً في الانتباه جيِّداً إلى ما يقوله الربُّ من خلال الكتاب المقدَّس، ومن ثمَّ إطاعته.

لقد تعرَّض داود بعد نجاحه للتجربة من قبل إبليس، ليظنَّ أنَّه لا يمكن أن يسقط، وبالنِّهاية سقط سقوطاً قويَّاً مثل أيِّ أحد آخر، ثمَّ قال ما لا يجب أن يقوله. فما يهمُّ حقاً هو أن نكون في شركة مع الله، الشَّركة التي نمارسها من خلال كلمته. لذا، لا تضع ثقتك في مرابحك عندما تزدهر، وإن كنت مستقيماً لا تصغِ أو تعطِ أهميَّة لتهديدات الشرير، بل لما يقوله الإنجيل.

افعلْ في الأوقات الصّعبة ما فعله داودُ: طلب رحمة الربِّ. يملك القديرُ القوة على حمايتك وتنجيّتك من الكبرياء والسقوط. لقد أدرك داود أنَّ الله قد بارك جبلهَ، إلا أنَّ المحن قد أتعبته عندما حجب الربُّ وجهه عن عبده. والآن، يريك هذا الشيء ألا تسقط في يد الشرير لئلّا تتألّم.

إن لم يكُن الربُّ معينك فسوف تتعثَّر وتجد أنَّ هناك ثمن باهظ لتدفعه. لكنَّك إن سمحت لإله النِّعمة بقيادتك، فسوف تدرك بأنَّ هذا هو سرُّ النجاح وعيش حياة خاليّة من المصاعب. ولن تفشل أو تخزى كلمةُ الله. تذكَّر بأنَّ الشرَّ لا يأتي من الله، لذلك لا يجب أن تتوقَّع أيَّ خير من إبليس. فمن هو مصدرك؟

لقد أعطى الله الفهمَ لداود، من أجل تعلُّم كيفيَّة المضي قُدماً والمحافظة على البركات التي نالها بواسطةِ تجديد ذهنه، ورأى داود أيضاً أنَّه بصلاح الربِّ وثقته به قد ثبَّت لجبله عزاً، مّما جعله قويَّاً. وهذا ما يحدث بالضبط مع الذين يؤمنون بيسوعَ ويطيعون العليَّ. لا تدع الربَّ يحجب وجهه عنك، لكيلا ترتاع.

اطلب من الآبِ المعونة في شتَّى الأحوال، الخيّرة منها والشرّيرة. سيحاول العدوُّ حتى في أثناء النِّعم الكثيرة الدخول بينك وبين الله، وإن فعل ذلك، فسوف تبدو ضعيفاً ومسكيناً. ومع ذلك، عندما تتحصَّن بالإيمان في الربِّ لن تتعثَّر أبداً أو تسقط في الخطية. يعتني اللهُ بالذين يثقون به حقاً. تأكَّد إذا كان إيمانك بيسوعَ ثابتاً.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز