-
-
لِكَيْ تَتَرَنَّمَ لَكَ رُوحِي وَلاَ تَسْكُتَ. يَا رَبُّ إِلهِي، إِلَى الأَبَدِ أَحْمَدُكَ. (المزامير ٣٠: ١٢)
إنَّ العمل الذي سيقوم به الربُّ في حياتك عندما تفهم كلمته، يفوقُ الحريَّة التي تشعر بها. وبلا شكٍّ سوف يمنحك المزيد من الفرح في كلِّ يوم؛ إن بقيت ثابتاً. يُخطأ الكثيرون في طلب الربِّ فقط في أيام التَّجارب والمصاعب، فسوف يهاجمك الشرير مرَّة أخرى حتى وإن نجيت في المرة الأولى، حينئذ ماذا ستفعلُ بدون الآب؟ وإلى من ستلتفت؟
يجهِّز الله الذين يخصّونه لينتصروا إلى النِّهاية، لذلك يسمح ببعضِ التجارب بالإتيان لهدف التدرُّب ونوال القوَّة، وأيضاً لتتمكَّن من المطالبة بالبركة، إذن تمسَّك بتلك البركات التي تظهر في طريقك. عندما تقبل يسوعَ بإيمانٍ، يمكنك الوصول إلى كلِّ شيء يملكه القدير، وبالتالي يجب عليك البقاء يقظاً، لأنَّه بلا شكٍّ يعطي الخيرَ للذين يسألونه. وكابنٍ لله فقد أصبحت وارثاً له. لذا، طالب ببركاتكَ!
لا يوجد شيء لا يفهمه الله، لذلك عندما يُعلن لك عن أمر معدٍّ لمهاجمتك، فلا تتردَّد في الصلاة أو الاعتراف بما تعلَّمته من كلمته. فهو يعلم خططَ إبليس ضدَّك حتى قبل بدء الهجوم. لذلك، لا تتجاهل أيَّ تحذير إلهي. يتحرَّك الآب دائماً لصالح الذين يؤمنون به.
إنَّ أول بركة تنالها من الله هي ليست كلُّ ما يقدر أو ما سيفعله من أجلك، بل فقط بداية قائمةٍ لا تنتهي. حينما تدرك بأنَّ الربَّ فعل شيئاً من أجلك، عليك أن ترنِّم له بحمد، وستجد بأنَّ البركات الأخرى تنهال عليك. عندما تنفتح روحك بالشُّكر والاعتراف، تجعل بذلك قلبكَ المفتوح متاحاً له للبركات اللامتناهية. لكَّنك تغلق الأبواب أمام خيراته وبركاته عندما لا تعترف به وتشكره.
لا يتوقَّف قصدُ الله لك على تحويلك لرابحِ معارككَ فقط، بل ليحوّلك إلى معيناً للآخرين لربحِ معاركهم أيضاً. يموتُ العديد من الناس بسببِ الجوع والمرض والكره، إلا أنَّه لا يفعل أحدٌ شيئاً للمساعدة. يجب على البشريَّة معرفة أولاد الله الحقيقيّين الذين لا يميلوا أو ينجذبوا وراء أكاذيبِ إبليس أو لتهديداته ومخاوفه. لكنَّهم يتَّخذوا مواقعهم بمحبَّة وإيمان في المسيح ويربحون معاركهم. آمين؟
ليس جميع المؤمنين يستطيعوا الترنُّم بحمدٍ لله، لأنَّ البعض منهم لم ينالوا المعونة في وقتِ الشدائد. وهذا حدث بسبب أنَّهم لم يسمحوا للمعونة بالإتيان. فلا يعلم الخطأ الذي يرتكبه الشخصُ الذي يرفض رسالةَ الكلمة، لأنَّ الكلمة تمتلك القوة على فعل ما تقوله. فالقرار الأحمق يغلق البابَ أمام الربِّ، ويفتح باباً آخر لِلعنات الشرير. طوبى للذين يحفظون يومَ مجيء الربِّ.
لا يخشى خائفو الربِّ خبر السّوء، لذلك لن يجدهم أيُّ هجوم من العدوِّ وحيدين وغير محميّين وبلا حمايةِ كلّي القدرة. فكلُّ الذين يحاربون باسم الربِّ يذهبون إلى الحربِ ويرجعون منتصرين بفرحِ الآب. ماذا عن بدءِ خلاصك الآن؟
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز