رسالة اليوم

26/06/2024 - إلى منْ تصرخُ؟

-

-

صَرَخْتُ إِلَيْكَ يَا رَبُّ. قُلْتُ: «أَنْتَ مَلْجَإِي، نَصِيبِي فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ». (المزامير ١٤٢: ٥)

هناك أمرٌ واحد نفعله عندما تفوقُ المعارك قدرةَ احتمالنا: الصُّراخ إلى الربِّ. لكن "كيفَ؟"، هذا هو السؤال التالي. إنَّه أسهل مّما نتخيَّل، لأنَّ القدير هو الخالق، ولهذا السَّبب لا يسرُّ فقط بتقديم العونِ لنا؛ لكنَّه يريد أيضاً أن يُعيننا. كذلك، إنَّه ملتزمٌ مع الإنسان، خليقته. وهو فهمٌ حاسم لبدء خلاصك. آمين؟

ولكونه الآبُ، فهو لا يطلب الردَّ بالمقابل لقاءَ ما يفعله، لكنَّه يريدنا فقط أن نعرف حقيقته: مخلِّصنا. ولا يريدُ منك شيئاً، لذلك يمكنكَ الوثوق بحقيقة أنَّه سوف يساعدك من دون حاجتك للدفع عند "أمينِ الصّندوق"، أو الحصول على رمزٍ مميَّز للمحاسبة. لكن كلَّ ما عليك فعله هو إطاعة الكتاب المقدَّس لتتحرَّر من كلِّ شرٍّ يهاجمك. فإنَّ القوَّة القادرة على تحريرك موجودةٌ بالكامل في كلمة الله.

لا يفعل إبليسُ شيئاً لصالحك، لكنَّه إذا فعل فسوفَ يخدع الذين يسألونه للحصول على شيءٍ ما. يكتشفُ الذين يتيحون حياتهم للعدوِّ بأنَّهم يتعاملون مع أسوأ كائن على مرِّ العصور، فهو شريرٌ وأحمقٌ. وإن فعل في أحد الأيام شيئاً بدا لك صالحاً، إلَّا أنَّ النتائج لن تكون جديرة بالاهتمام على الإطلاق. والآن، يختلف الأمر كلّياً مع الربِّ: لا يوجد دفعٌ في المقابل.

آمن بقلبك أنَّ الله ملجأٌ لكلِّ الناس، حتى للذين يخطئون. فهو يسرُّ بتحرير الناس من قبضة العدوِّ ومباركتهم بغنى. يعلنُ القدير أنَّه حيث تكثرُ الخطيَّة، تزداد النعمة أيضاً (رومية ٢٠:٥). إذن، حيثما سادَ الضعف والمرض، ساد الشفاء والدواء بنسبةٍ أكبر، يحدث هذا بشكل مماثل في حالاتٍ أخرى في الحياة. لذا، تشدّد!

إنَّ عدم طلب الربِّ هو أكبر الأخطاء التي يمارسها ويرتكبها الإنسانُ، فهو نصيبنا في هذه الحياة. والسؤال الآن: لماذا تتجاهلُ الأفضلَ لك، أيْ وجود كلّي القدرةِ ليساعدك في كلِّ شيء وتوفّره لك دائماً؟ سوف تجد في الربِّ الإجابات المناسبة لتساؤلاتك، والقوَّة لتخليصك من جميع الشدائد، والنعمة في جعلك ناجحاً في كلِّ شيء.

لمَ لا تصلِّي الآن؟ ابدأ بالصُّراخ إلى الربِّ، ولا تتوقَّف إلى أن يتمَّ سماعك وتُحل مشكلاتك وتُربح حروبك. إنَّ التهرّب منها أمرٌ صبيانيٌّ وأحمق، ففي الواقع، إنَّ الذين يتهرَّبون يخضعون لإبليس. يوجد في الإيمان بالمسيح تحقيقُ الوفرة للجميع. ثمَّ، كلُّ الذين يقبلون يسوع ويتعلَّموا منه يجدون راحةً لنفوسهم. تستطيع اليوم الصَّلاة إلى الله، لأنَّه لن يتركك فارغَ اليدين. هذا هو الوقت الأنسب: الآن!

سوف يهرب الشيطان منكَ إنْ قاومته (يعقوب ٧:٤)، حتى لو تطلَّب الأمر الكثير من الصلاة والتضرّع. وإلا سوف يربح المعركة عندما يهاجمك، وبالتالي يضع الشرَّ في حياتك. لا يعني هذا أن تستسلم وتعلن بأنَّه لن يحدث شيء. في الواقعِ، وصلتْ إليك هذه الرسالة لتجلبَ لك الخلاص.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز