رسالة اليوم

29/06/2024 - ثمنُ العِصيانِ الباهظ

-

-

أَلَمْ يَجِدُوا وَيَقْسِمُوا الْغَنِيمَةَ! فَتَاةً أَوْ فَتَاتَيْنِ لِكُلِّ رَجُل! غَنِيمَةَ ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ لِسِيسَرَا! غَنِيمَةَ ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ مُطَرَّزَةٍ! ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ مُطَرَّزَةِ الْوَجْهَيْنِ غَنِيمَةً لِعُنُقِي! (القضاة ٥: ٣٠)

لا يتخيّل الشَّخص الذي يضلُّ عن الحقِّ حجم الشر الذي يسبِّبه لنفسه وعائلته وكلِّ البشرية. على سبيل المثال، اكتشفَ إسرائيل أنَّه من غير المُجدي الابتعاد عن الربِّ. وعندما أدرك الشيطانُ طاعةَ هذا الشعب له، أرسل الكنعانيّين الذين حوَّلوا الأرض التي كانت تفيض لبناً وعسلاً إلى فوضى عارمة. وفي وقتٍ ما، بدأ بنو إسرائيل يرون بأنَّ عبوديَّة العدوِّ كانت مختلفة عن عبادة الربِّ تماماً.

لقد عصى إسرائيل مراتٍ عدّة، وفي كلِّ مرة رأوا حجم ثمنِ العصيان، إلا أنَّهم دائماً اِنجرفوا إلى التَّجربة، ومن ثمَّ دفعوا ثمناً باهظاً من جديد. يجتاز العديدُ من المؤمنين في حالةٍ مماثلة، والأسوأ من ذلك: إنَّهم يتمتّعون بما يفعلوه. لقد خدعهم الشيطان بشهواتٍ زائفة، وبعدئذٍ، سوف يحضرُ لهم دفع ثمن باهظ عندما لا يتوقّعون. هناك متعةٌ مقدَّسة واحدة مجانيَّة وخالية من العواقب: عندما تكون الوصايا الإلهيَّة معروفة ومحفوظة ومُطاعة.

لم يغزُ يابين ملكُ كنعان أراضي شعب الله بالصدفة. فقد كان مرسلاً من الجحيم لإهانة وتدمير وتفكيك أحلام الذين كانوا مختارين من قبلِ الله. ولنفسِ الغرض، أرسلت الهاويةُ الأمراضَ والأتعاب والاضطرابات لإصابةِ الناس الذين سمحوا لأنفسهم بالسقوط في وعود إبليسِ الكاذبة، على الرغم من خلاصهم. لذلك، ارجعْ إلى الربِّ إن كانت هذه هي حالتك، طالما أنَّ هناك وقت، قبل أن يتمَّ هلاكك. ارجعْ الآن!

قادَ سيسرا الجنودَ الكنعانيِين الذين عاقبوا الشعب المختار بتسعِ مئة مركبة من حديد. وكمكافأةٍ على ولائهم، أمكنَ لكلِّ واحد أن يأخذ واحدة أو اثنتين من الفتيات لأيِّ غرض شاء. كيف شعر أهلُ تلك الفتيات بمشاهدةِ هذه المأساة، وكيف شعرن فتيات الربِّ هؤلاء برؤية آمالهنَّ وأحلامهنَّ بالزواج وإنشاء عائلات مقدَّسة تتحطَّم؟

بدا هذا القائد مغرماً بأضدادِ الأشياء، كما أنَّه أحبَّ الأشغال اليدوَّية الملوَّنة وأوجه التشابه، ولم يشعر بضبطِ النفس والندم بأسوأ الفظائع التي أمرَ بها بين الإسرائيليّين. حتى والدته كانت لتفخر بما فعله الجنودُ الكنعانيّون بفتيات إسرائيل، والأغراض التي أخذها ابنها لنفسه. لكن أتى اليوم الذي قلقت فيه بشأن تأخيرهِ عن العودة إلى المنزل، ولم يعُد أبداً.

طلبت دبّورة العليَّ عندما أصبحت قاضيّة، وبدأت بقيادة الشعب إلى طاعة الربِّ. لذلك، أخبرها الربُّ بأنَّه اختار باراق لقيادة المقاومة لطرد الكنعانيّين. إذن، عُد إلى موقعكَ في المسيح، لأنَّك سترى بعدئذٍ ما أعدَّه الله من أجلك. فإنَّ الذين ينتمون إلى الربِّ ويعودون إليه بتوبةٍ صادقة، يرون كم أنَّه أبٌ حنون.

انتهى تاريخُ إسرائيل المحزن بتلك الطريقة، وسينتهي تاريخك أيضاً عندما تتوبُ وتكون أميناً مع القدير. قرِّر الآن، لأنَّ عيني الربِّ تراقبان حياتك. فهو يرى قلبك. فتُبْ!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز