هكَذَا يَبِيدُ جَمِيعُ أَعْدَائِكَ يَا رَبُّ. وَأَحِبَّاؤُهُ كَخُرُوجِ الشَّمْسِ فِي جَبَرُوتِهَا». وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. (القضاة ٥: ٣١)

لقد باركَ كلُّ من دبّورة وباراق الربَّ بترنيمتهما بعد هزيمة الكنعانيّين ومعاقبتهم. يجب عليك أن تشكرَ الآب دوماً بعد استجابةِ الصَّلاة، تماماً مثلما فعل خادما الربِّ هَذان. فإنَّ خلاصك لم يتمَّ بالكامل، حيث إنَّ الشيطان سيستمرُّ بالمحاولة والمحاولة. ولا تقبل أبداً بالخلاص الجزئي، بل صلِّ دائماً واستند على إرشادات السَّماء بخصوص معاركك اليوميَّة إلى أن تنجحَ بالكامل.

لن يسمح الله للشرِّ بمضايقة حياتك إن تبعتَ تعليماته بحسب كلمته. يعلم إبليس أنَّه لا يقدر أن يطالَ أو يمسَّ ما يخصُّ الربِّ. لكن بسبب ضعفِ البعض وعدم معرفتهم لامتيازاتهم في المسيح، يقدِّم الشيطان عروضه المجرِّبة مِراراً وتكراراً، ويهزم أحياناً الشخصَ الضعيف. لذلك، لا تخدع نفسك بالمظاهر، لكن تمسّك بالحقِّ.

لا تخَفْ من الوقوف بإيمانٍ ضدَّ الشرِّ الذي يضايقك، واغلبْ العدوَّ وقيّده وانتهره، آمراً جميع أعماله بالتوقّف في حياتك. لقد وعد يسوع أن يفعل كلَّ ما تطلبه باسمه. لذلك، ابتعد عن الباطل الآن لأنَّك نلت انتصارك في الصَّليب. فقد غلب المسيحُ إبليسَ وأجناده. فآمنْ بذلك، وأعلن خلاصك.

تظهرُ أعمالُ الناس القدّيسين والأمناء مثل خروج الشمس في جبروتها، ولا شيء يمنعها من الإشراق. إذن، أتمم الخدمة التي أقامك القديرُ عليها، فهذا يضايق الشيطانَ ويقوده إلى الهروب. قاوم إبليس فيهرب منك، آخذاً معه جميع الشرِّ الذي كان يعدّه لك (يعقوب ٧:٤). يرافق مجدُ الربِّ أعضاء جسد المسيح دوماً عندما يؤمنوا ويثقوا به. هللويا!

لا تكُن مغلوباً وخائفاً من أسلحةِ العدوِّ وأتراسه. حتى لو لم يكُن لديك أسلحة فيزيائيَّة، فإنَّ نجاحك مضمون. وبهذهِ الحقيقة، طاردَ باراق جيشَ كنعان القوي. كانت تبدو قواهم ومقدراتهم على شنِّ تلك الحرب أقوى من تلك التي لأبناء الله، لكنَّ بني إسرائيل تشدّدوا بحضور الربِّ معهم. فكانت قوَّة الله كقواهم الخاصَّة، وبالتالي انتصروا. وأنت سوف تربح حربَك. آمنْ فقط!

سوف تضمن أرضكَ عندما تربح، وسوف تستمرُّ فترة الراحة هذه، طالما أنَّك تصغي وتطيع مشيئةَ الله. والآن، إنَّه الوقت لتغيير قصَّة عائلتك وحياتك، لأنَّ مجد الآب ينير حياتك (إشعياء ١:١٠) فلا تُخزِ مجد العلي الذي جعلك شريكاً به. لم تحظَ بلحظةٍ مميزة أكثر من هذه للغلبةِ.

لن يطال شرٌّ شعبَ الله إن تبعوا الوصايا الإلهيَّة بحذافيرها. على سبيل المثال، كان من الممكن أن يدمِّر بنو إسرائيل جميع الأمم التي احتلت أرضَ الموعد. لكن لأنَّهم لم يطيعوا الوصيَّة وارتكبوا العصيان، تمَّ اضطهادهم لمدَّة عشرين سنةٍ من أحد الشعوب التي نجوا منها. وأنت، تبدأ بتدميرِ أعمال الشرِّ وعواقبها بواسطة التوبة والاعتراف بخطاياك، وانتهاء الأمر بتفانٍ.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز