رسالة اليوم

04/07/2024 - مؤهلٌ للوقوفِ أمامَ يسوعَ

-

-

اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ». (لوقا ٢١: ٣٦)

هناك قراراتٌ هامَّة في هذه الآية يجب على خدَّام الله اتِّخاذها وعدم نسيانها للحصول على الامتيازاتِ والتمتُّع بها، لأنَّ كلَّ قرار هو نتاجُ قرارِ وفعلِ العلي الشّخصي. سوف يعدُّ كلُّ من يزدري بإعلانات الربِّ شخصاً غير مسؤول، كما كان حالُ الرجل الذي نال وزنةً واحدة وخبّأها، وأخذ تلك الوزنة الوحيدة إلى سيِّده؛ الذي بدوره وبَّخه لكونه شرّيراً ومُهملاً.

هناك خسارةٌ فادحة في عدمِ الإصغاء إلى تعاليم الإيمان. فبعضُ الأماكن تعلِّم فقط عن الأبديَّة، التي بلا شكٍّ من الضروري التحدُّث عنها، لكن يجب على المرء أن يسمع ويصغي ويعرف كيف سارَ يسوع. فإنَّه لم يعلن فقط عن الخلاص ويكرز به، بل شفى أيضاً. وقال إنَّه يقوم بذلك اليومَ وغداً وحتى اليوم الثالث. يشير اليوم الثالث إلى الأزمنة التي تلي عودته. أطاع المسيحُ الآب، ونفَّذ وصاياه. وأعلن بأنَّنا يجب أن نكونَ مثل الرّيح التي لا تعرف إلى أين تذهب (يوحنا ٨:٣).

لا يعني الصَّلاة في كلِّ حين أن تواصل التحدُّث مع الله باستمرارٍ. في الواقع، كلُّ وقت تشعر بالحاجة الملحّة لذلك، عليك أن تفتح قلبك وتتحدَّث إليه عن أيِّ وكلِّ الأشياء التي تضايقك وتزعجك. حتى لو انتهيتَ من صلاتك، وشعرتَ بعدئذٍ بالحاجةِ، فهذا هو الوقت الأنسب للصّلاة والتضرُّع. لا تفكِّر أبداً بأنَّ الربَّ قد تعب من كثرة طلباتك التي تتدفَّق منك.

يجتاز كلُّ العالم بمرحلةٍ من المشكلات التي دعاها يسوع بـ "الضيقة العظيمة". وبالتالي، سيكون الألمُ أكبر مّما مضى أو مّما سيأتي. وبالرغم من ذلك، سوف يجد الطمأنينة تحت جناحي العلي كلُّ الذين يعرفون كيف يعيشون في حمايتهِ. سيحدث قطعاً كلُّ ما كُتب في الكتاب المقدَّس، فعاجلاً أم آجلاً ستحدث الأمورُ التي حذَّر منها يسوع. لذلك، فإنَّ الذين يطيعون وصايا الربِّ، سوف ينعمون بحمايته.

سوف يُستثنى من الضّيقات والمصاعب المستقبليَّة جميعُ الذين يسهرون ويصلّون ولا يشتركون بالأمور الخاطئة. وسوف يتمُّ إنقاذهم مثلما تمَّ إنقاذ بني إسرائيل عندما انشقّت الأرض وابتلعت قورح وداثان وأبيرام، ونزلت نارٌ من عند الربِّ وأهلكت 250 من الشّيوخ المُصلّين الذين استمعوا إليهم. وبسبب عصيانهم لم يكونوا أهلاً للبقاء في خيمِ بني إسرائيل.

سوف تأتي الضيقةُ العظيمة على جميع الناس، لكنَّها لن تُدرك الذين يصلّون ويُعتبرون أبراراً ومستحقّين. إذن، عِش بشركة مع العليِّ، وإلَّا لن تنجو مّما سيصيب البشر أجمعين في كلِّ مكان. فسوف تكون تلك الأيامُ صعبة، ومليئة بالمعاناةِ واليأس للذين لا يعبدون الله بالرّوح والحقِّ. لكنَّ اليدَ الإلهيَّة سوف تحفظ الأبرارَ والمؤهَّلين.

لن يتعرَّض لأيِّ عملِ شرٍّ كلُّ الذين يُعتبرون أهلاً لتجنُّب الضيقة العظيمة التي ستجعل من كلِّ العالم مكاناً للعذاب. يحدث هذا قبل انتهاء العالم ومجيء يسوع الثاني. لذلك، أطِع وصايا الله. لكنَّ الكثيرين سوف يتركوا الإنجيلَ ويتخلّوا عنه. يا للأسفِ!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز