رسالة اليوم

05/07/2024 - الإقامةُ في النّعمةِ

-

-

تَغَرَّبْ فِي هذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ أُعْطِي جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَأَفِي بِالْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. (التكوين ٢٦: ٣)

ارتحلَ إسحاق إلى الجنوب نحوَ مِصر، بسببِ الجوعِ. فجعله اللهُ يتوقَّف عندما وصلَ إلى جرار. وبلا شكٍّ، إنَّه كان رجلَ صلاة، فصلَّى عندما أزعجه شيء، ونال الإرشادَ من الربِّ. وعند سماع ذلك الإرشاد، كان يسافر بقدر ما هو مسموحٌ له، ويتوقَّف وينتظر إرشاداً جديداً. إذن، يجب أن يحصلَ ذات الأمر مع جميع الذين يصغون ويطيعون العليَّ، فإذا تجاوز أيُّ شخص النَّصايح التي يتلقَّاها، فلن يلومَ إلَّا نفسه.

لقد أخبر اللهُ إسحاقاً بألَّا يذهب إلى مصرَ، وأن يسكن الأرض التي كان فيها، الأرضُ التي ستُعطى له ولنسله. فإنَّ كلّي العلم يفي بوعوده، لذلك عندما تفهم ما قاله اللهُ لك من خلال كلمته، أصغِ بالكامل واِهتم اهتماماً خاصّاً بطاعته. لقد أطاعَ أبو المؤمنين العبرانيّ، فمنذ أن رأى أنَّ لدى العليُّ خطَّة لحياته، اتَّبع نصيحةَ أبيه إبراهيم وبقيَ أميناً حتى الموت.

تلقَّى إسحاق أمرَ إقامته في تلك الأرض. لذا، اُرفض مجادلةَ الله أو عدمَ طاعته، لأنَّه العليمُ والعارفُ ترتيب حياتنا؛ أبعد من قدرتنا على الفهم. فهو وحدهُ عالمٌ سبب اختيارنا لإتمام مهمَّتنا. أنْ "يُقيم" يعني أن يكتشفَ إمكانيَّات وميّزات الأرض. وهذا ما يجب أن نفعله تجاه الإنجيل المقدَّس، لأنَّ به حياة أبديَّة. فالكتاب المقدَّس يشهد لنا، وقد فعل ذلك مع يسوع أيضاً (يوحنا ٣٩:٥).

سيكون الربُّ مع إسحاق إنْ أطاع وسكن تلك الأرض، فلو أنَّه تمرّد ولم يطِع، لَما حقَّق الله القسمَ الذي قسمه له. ينبغي على المؤمنين أن يتعلَّموا كيفيَّة الإصغاء إلى العليِّ، وإلَّا لن ينجحوا في إيمانهم بيسوع. قال المخلِّص إنَّه علينا أن نمتحن ونفتّش الإنجيل، مّما يعني أن نكون مثل عمّال المناجم الذين ينقبون ويفتّشون عن الذهب والمعادن الثَّمينة والأحجار الكريمة. بلا شكٍّ، تملك الكلمةُ الكثير لتخبره عنك.

لقد تبارك إسحاقُ بطاعته للربِّ. لذلك، إنَّ الذين يفعلون ما أُمِروا به سوف يكون لهم نفس المصير. يخبرنا الربُّ في سفر الجامعة أن نزرعَ زرعنا في الصَّباح وألَّا نرخِ إيدينا في المساء، لأنَّنا لا نعلم أيّهما ينمو (الجامعة ٦:١١). إذن، يجب أن يكون خدَّام الله منتبهين إلى الكلمة في كلِّ وقت، لأنَّ هذه هي طريقة إرشاد وقيادة الآب لنا. عليك التمسُّك بالجواب الإلهي لحياتك، حينما تتلقَّى الفهم الكافي.

كان القدير صريحاً جداً بقوله إنَّه سيعطي إسحاقَ ونسله جميع تلك البلاد المُزمع أن يقيم فيها. وكذلك الأمر، عندما نقيمُ في إعلانات القدير، يصبح كلُّ ما نتعلَّمه ملكاً لنا ولعائلتنا، ليست الجسديَّة فقط؛ بل الروحيَّة منها أيضاً. لكنْ، إنْ لم نُجِب الله ونطيعه فسوف نُترَك فارغيّ الأيدي. كان لا بدَّ لإسحاق امتلاك تلك الأراضي إنْ أقام فيها. بالإضافةِ لذلك، يكون الربُّ معه ويباركه؛ فقط في حالِ أطاعه.

أخيراً، لقد أتت الرؤيا الفُضلى: يفي اللهُ بالقسم الذي أقسمه لإبراهيم. وبالنّسبة لنا، يؤكِّد العليُّ وعد بركة العهد الجديد المصنوع بيسوعَ، والذي يشملنا.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز