رسالة اليوم

06/07/2024 - عامِلونَ مع اللهِ

-

-

فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ، وَأَنْتُمْ فَلاَحَةُ اللهِ، بِنَاءُ اللهِ. (١ كورنثوس ٣: ٩)

إنَّ اشتراكنا في خدمةِ الإنجيل هي بركةٌ منحنا القدير إيَّاها، لأنَّنا فقط بقوَّته نستطيع فعل أمر مقدَّس كعمله الإلهي. وهذه المهمَّة هي تسلسل عمل يسوع والرسولِ، الذي بدوره تعلَّم كلَّ شيء من يسوع. فمَن نحنُ؟ إنَّنا أناسٌ اختارهم الله وأعطاهم الروح القدس. وهذا يدعونا للاستمرار بالحديث عن محبَّته.

يقول إشعياءُ إنَّنا صرنا كنجسٍ، وكثوبِ عدَّة كلُّ أعمال برّنا (إشعياء ٦:٦٤). سأل أيوبُ سؤالاً واحداً: "مَا هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَعْتَبِرَهُ، وَحَتَّى تَضَعَ عَلَيْهِ قَلْبَكَ؟ وَتَتَعَهَّدَهُ كُلَّ صَبَاحٍ، وَكُلَّ لَحْظَةٍ تَمْتَحِنُهُ؟" (أيوب ٧: ١٧، ١٨). نحن خليقته، وبرغم سقوطنا في الخطيَّة، إلّا أنَّ الخالق لم يتخلَّ عنَّا ولم يتركنا. فقد أصبحنا بلا لومٍ أمامه بعدَ ما حدث في الجلجثة، ويعود ذلك إلى دمِ يسوع المسفوك على الصَّليب.

لقد دعانا الربُّ للقيام بعمله بالاشتراكِ معه، على الرَّغم من أنَّه كلّي القدرة. وتمَّ اعتبارنا عاملين معه، ومشاركين بعمله الفدائيّ. فلا تشعر بعدمِ أهميَّة القيام بشيء ما، لأنَّ الله لا يعتبرك غيرَ قادرٍ، وقد سبق ووكَّلك لإتمام دعوته. الآن، أنت شخصٌ في المسيح يحترمه الشريرُ ويطيعه، لأنَّك حينما تدعو اسمَ يسوع؛ تجعل بذلك قوَّة الله تعمل.

تذكَّر أنَّنا فلاحةُ الله (كورنثوس الأولى ٩:٣) وهو الكرّام (يوحنا ١:١٥). ولكي تحملَ الكرمةُ ثماراً وفيرة، يجب على الكرّام أن يقلِّم الأغصان؛ أيْ المؤمنين، وأن يزيل الأغصانَ اليابسة والضَّعيفة التي لا تحمل ثماراً، لكي تأتي بالثمار التي ترضي الله، وفي الوقت والموسم المناسبَين. لكنَّنا إن لم نطِع وتمرَّدنا ورفضنا فعلَ مهامنا، فسوف نُقطع ونُلقى في النّار (الآية ٦،٢) الرَّحمة، يا ربُّ!

يتذكَّرنا الربُّ ويتذكَّر قصده للمخلَّصين، بالرَّغم من كوننا عكس ما خطَّط له الآب، وفي أحيانٍ كثيرة لا نمنح هذه الحقيقة الحقَّ اللازم. ونجعل إبليسَ المخادع يصطادنا في الشَّبكة بسببِ كبريائنا وغرورنا. لكن هناك طريقة واحدة فقط للانتماء إلى الله: علينا أن نتوب ونتغيَّر، ومن ثمَّ ننال مراحم الربِّ الغنيَّة. وهذا ما عليك فعله!

علينا أن نتعاونَ مع القدير. وبلا شكٍّ، لقد كان بإمكانه أن يصنع خطَّة بديلة تروق له، لكنَّه أحسن إلينا لأنَّه يحبّنا. إذن، لا يهمُّ كم يغريك الجسدُ ليقتادك إلى فعل الخطأ، بل أن تسلِّم قلبك إلى القدير وتمنحه إيَّاه بالكامل. سيتمُّ تذكُّر التعاون مع الله وستتمُّ المكافأة في الأبديَّة. إضافة لذلك، "الْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ." (دانيال ١٢: ٣).

دَع كلّي العلم يصنع منك بناءً مقدَّساً، حيث سيعيش ليتمِّم إرادته الصالحة. لقد رجع الصّبيُّ الذي أعطى يسوعَ خمسةَ أرغفة وسمكتين لإشباع الخمسة آلاف رجل، ما عدا النِّساء والأطفال، إلى المنزل مع اثنتي عشرة قفّة مليئة بالكسرِ (متى ٢٠:١٤ ، مرقس ٤٣:٦ ، لوقا ١٧:٩ ، يوحنا ١٣:٦).
"أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ." (لوقا ٦: ٣٨). آمين!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز