رسالة اليوم

08/07/2024 - فَرِّحْ قَلْبِي

-

-

يَا ابْنِي، كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي، فَأُجِيبَ مَنْ يُعَيِّرُنِي كَلِمَةً. (الأمثال11:27)

إنَّ الذين يطلبون الحكمة يجدونها في مخافة الرّبِّ. تكثرُ أعمالُ الشَّر حيثما يوجد عدم احترامٍ لأمورِ الله ومشروعهِ، لأنَّ الشَّيطانَ يعرف كيف يقيِّدُ النَّاسَ ويسبِّب لهم المعاناة بشكلٍ كبير. إنَّ عامل الشَّر يسعى باستمرار لإبعادك عن العليّ، وبهذه الطريقة يأخذك إلى حالةٍ بعيدة ومتدنّية جدًا، حيث يمكنه تدميركَ بعد ذلك. لذلك لا تسمح له أن يهزمكَ.

تُعرَفُ حكمتك وتتبرّر من خلالِ أعمالك. إنَّ الشَّخص الذي لا يمتلكُ الربّ َفي قلبه أو يحترمه لن ينالَ الحكمة الإلهية أبدًا. ومن ناحية أخرى، لا علاقة للحكمة البشرية بمخافةِ الله؛ الحكمة البشرية عقلانية، وقد تكون شيطانيَّة أحياناً. فلا تنخدع بأكاذيب العدوّ. إنَّه يخطط دائمًا لإيجاد طرقٍ جديدة تغضِبُ الله. الآن هناك طريقة واحدة لإرضاء الربّ فقط: احترام مشيئته وإطاعتها وتنفيذها في جميع الأوقاتِ.

النُّقطة الأكثر أهميَّة في الإنجيل هي ميلادُنا الثاني كي نصبح مواطنين في ملكوت السَّماوات (يوحنا 3: 3). وهكذا نتحرَّر من الإدانة والشُّعور بعدم الاستحقاق الذي يؤثر على غالبيَّة النَّاس. وفي نفس الوقت سنمتلئ بحضورِ الله. إنَّ الولادة الجديدة تميِّزنا بطريقة رائعة لأنَّنا نُخلَق من جديد ونصبح أعضاءً في جسَد المسيح، ونبدأ علاقة حقيقيَّة مع الله القديرِ.

إنَّ الذين يتغيَّرون ينالون السُّلطان ليصيروا أبناءَ الله (يوحنا 1: 12). لقد تبرَّرتَ في اللّحظة التي اعترفتَ فيها بأنَّ يسوع هو ربٌّ لحياتك، ممَّا يعني أنك أصبحتَ بلا لومٍ وبريءٌ من كلِّ ماضيك الخاطئ. إنَّ طبيعتك جديدة ومخلوقة حديثًا كما لو أنَّها وُلِدتَ قبل سقوط آدم؛ لذلك بما أنك لم تشترك في خطية الزَّوجين الأوَّلين، فلن يكون فيك بذرة خطيّة أو شرٍّ. ليس هناك دينونة لكلِّ من قَبِل خلاصَ المَسيح. (رومية 8: 1)

الحكمةُ تفرِّحُ قلبَ القدير. فيكون لديك حرّية الوصول إليه وبالتالي ستُسمع جميعُ طلباتك وسوف يُستجاب لها. قد لا تشعر أنَّ الأمرَ يعمل بهذه الطريقة، لكن ثِقْ بالربِّ، آمِنْ به حقًا لأنّها الطريقة الوحيدة التي يعمل بها تماماً. وهكذا يميّز الذين يقبلون يسوع كمخلِّصٍ وربٍّ. أولئك الذين يخافونه لن تغلبهم الرّغبة في ارتكاب الخطأ أبدًا، ولن يتعثَّروا ولن يُدانوا مطلقاً.

هناك الكثيرُ من النَّاسِ الذين انحرفوا عن الطريق. لقد كانوا جزءًا من الكنيسة، لكنَّ الشّرير دخلَ إليهم لأنّهم لم يَسهروا. ولأنهم لم يكونوا في شركةٍ بل كانوا بعيدين عن الله، لم يتمكَّنوا من المقاومة وحِفظ الإيمان. يلومُ البعضُ الآبَ على ما فعلوه ويقرِّرون ترك طريقِ الإنجيل. والذي يتراجع عند توبيخ الكلمة له، يستسلِم لإرادة الشَّيطان ويفعل كلَّ ما يطلبه منهُ، حتى لو كان ذاكَ ضدَّ إرادتهِ.

عندما تتحدَّث عن المَسيح لأولئك الذين ارتدُّوا عنهُ، يحتقرُ البعضُ كلامكَ قائلين إنهم لم يعودوا يؤمنون بهِ. ولكن إذا كنتَ حكيماً وتسلكُ في خوف الربّ، فإنَّ العليَّ سوف يُكرمك وستكون قادرًا على النَّجاة من أيِّ احتياجٍ أو فقرٍ وسيهبك الإيمانَ أو الشِّفاء. أمَّا الذين ضلُّوا فيجب أن نقولَ لهم إنهم سَلَكوا الطريقَ الخطأ. لكن رغم ذلك يمكننا مساعدتهم من خلال الشّركة المقدَّسة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز