-
-
وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ، وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ، فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ. (دانيال11:9)
لقد اختارَ إسرائيلُ العُذر المؤسفَ والأكثر تفاهةً على الإطلاق، لعدم خدمة الربّ. لقد قادَ العليُّ بني إسرائيل إلى التَّحرُّر من مِصر، ومن العبودية في ظلِّ فرعون، وهو سببٌ كافٍ لكي يحبُّوا الله ويعبدوه دائماً. ولكن بما أنَّ الله يطلب التقديس، فقد اختاروا أن يتبعوا البعلَ، إله القذارة والقسوة. وبالتالي خالفوا شريعة الربِّ، وعلى الرُّغم من ازدهارهم الكبير، إلَّا أنهم أدركوا أنَّ الأمر لا يستحق ذلك. ولكن عندما فتحوا أعينَهم كانوا عبيدًا لنبوخذ نصَّر في بابلَ.
لقد أُسِر إسرائيلُ بسبب خطايا الشَّعبِ الخفيَّة التي لم يرغبوا الاعتراف بها حتى لا يتخلّوا عنها. وبالمثل، فإنَّ الكثير من النّاس اليوم تسيطر عليهم أرواحٌ شرّيرة، خائفين ومهزومين تمامًا. ولكن لماذا لا يعودُ الناسُ إلى الله القدير الذي هو صالحٌ ومستعدٌّ للمغفرة، وسيحوّل حياة هذا الشَّخص بلا شكّ إلى شخصٍ لن يعرف الهزيمة أبدًا؟ (مزمور 5:86). لماذا يمشي البعضُ في الطريق الخاطئ والشِّرير؟ أولئك الذين ينتمون إلى الله ليس لديهم إلَّا الخير والحياة الأفضل.
تصرَّفَ شعبُ يهوذا كما لو كان الربُّ أعمى وكما لو كان الشَّيطانُ متجدّداً، لقد تبِعوا تمرُّد السَّامرة، واستُعبِدوا مثلهم تمامًا. لا شكَّ أنَّ بني إسرائيل عرَفوا وتعلَّموا من العليّ أكثر، واستمتعوا بأوقاتٍ طيّبة وعاشوا حياةً أسهل. لكنَّهم أخِذوا إلى بابل حيث وجدوا العَارَ والمعاناة. أصابهم كلُّ هذا لأنَّهم تعدّوا شريعة الربِّ.
أولئك الذين لا يطيعون صوتَ الله يُستبعَدون من الخلاص ويخضعون لأعمال العدوّ. وحتى لو تأخر يومُ العقاب، لكنَّ العارَ سيأتي، وحينها لن يكون هناك أعذارٌ ومبرِّراتٌ وبكاءٌ ينقذُ المَرءَ. عندما يتلقى العدوُّ الأمرَ بالتَّدخل في حياة الإنسان، الله وحده يستطيع أن يعرفَ ما يمكنُ أن يفعله بهذا الشَّخص. لا تنحرف أبدًا أو تبتعد عن الربّ وشرائعه. لأنك إذا قمتَ بذلك، فإنَّ المعاناة الكبيرة تنتظرك بالتأكيد.
اللعنة كحَلفٍ من الله. وبالنهاية، لقد حذَّرَ الله قائلاً أنَّ أولئك الذين يخطئون لن يرثوا ملكوت الله. وبالتالي فإنَّ الحكمة تقتضي ألَّا تنفتح على طرقِ الشَّيطان، ليس هناك من يوقفه عندما يبدأ في التخطيط لإيذائك. اهربْ من الخطية ولا تكنْ مديناً للشَّيطان بأيِّ شيء، حتى لا يتمكَّنَ من استعبادك. ابقَ في حضرة القدير الذي يغفرُ لكَ.
لا تُطِع وصايا موسى فحَسبْ، بل أيضًا تلك التي كتبها جميعُ الرِّجال القديسين الذين اختارهم الله لكتابة أسفار الكتاب المقدَّس. لقد استخدمَهم الله ليمنحَنا الفهمَ لخطة القدير تجاه للبشرية، من مكافآتٍ للذين يمارسون الخير وعقابٍ للمخالفين. ستكون هناك أوقاتٌ رائعة لمن يحبُّون الربَّ، لحظاتٌ لا تُنسى! ماذا سيكون قرارك؟
إنَّ الذين يخطئون ضدَّ الربّ عليهم أن يدفعوا ثمناً باهظاً، كما أنَّ المخالفين سيتألمون إلى الأبد. والأسوأ من ذلك هو أنَّ الخاطئ لا يعتقد أبدًا أنَّ الإدانة ستكونُ أبدية لا تنتهي أبدًا. تُبْ الآن، واعترف بأخطائك، وعِشْ حياتك حسبَ ما أعدَّهُ الله للذين يحبُّونه ويحبّهم.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز