رسالة اليوم

11/07/2024 - أولئك الَّذين يُسرُّون الله

-

-

كراهَةُ الرَّبِّ مُلْتَوُو الْقَلْبِ، وَرِضَاهُ مُسْتَقِيمُو الطَّرِيقِ. (الأمثال20:11)

إنَّ أشرارَ القلبِ لن ينجحوا في هذه الحياة أبداً أو حتى بعد الموت. إنَّهم رِجسُ الربّ. لقد جعل اللهُ قلبَ الإنسان وروحَه مسكنًا له. ولكن هناك من يستدعي الأرواح الشّريرة لتتحكم في قلوبهم أو تسمح للكراهية وغيرها من الأشياء النَّجسة أن تسيطر على أفكارهم ومشاعرهم، الإنسانُ الحقيقي الذي ينبغي أن يكون مسكن العليّ. يصبحُ مكروهاً للبعضِ ومثيراً للاشمئزاز.

لماذا نفعل ما لا يحبّه الله؟ فالأفضل بكثير هو أن نرضيهِ حتى لا يكون هناك أيُّ عائق في عملهِ. أليس من الأفضل أن نولّد الفرح والسُّرور له بدلاً من الحُزن والغضَب؟ إنَّ المستقيمين هم مسرَّة الربّ وهو يساعدهم باستمرار في كلِّ شيء. احرص لكيلا يكون لديك أيّ مشاكل في علاقتك مع الخالقِ.

فرِحَ الآبُ بيسوع لأنَّه أطاع الأوامر الإلهية، وكان دائمًا مكرَّسًا ومقدَّسًا، ولم يخسر أيَّ معركة. يمكننا القول إنَّ السَّيد لم يميِّز أبدًا بين البشر، بل فعلَ الخيرَ للجميع عندما حملَ آلام البشرية على الصَّليب. لماذا لا تُرضي الآب؟ وهكذا إن أكملتَ الخطة الإلهية، وتجنَّبتَ الإثم والخطيئة، تكون أنت أيضًا مسرَّةُ عيني الربِّ. آمين؟

لقد فرِحَ القديرُ بداود لأنَّه امتلكَ قلباً حسبَ مسرَّتهِ. أطاع داودُ إرادة الربّ عند أوّل تلميحٍ منه. ورضا الله على داود أدى إلى نتائج جيدة دائماً، إذ كان داود يمتثلُ دائمًا لئلَّا يكون هناك أيّ عوائق أو موانع في طريقهِ. والآن، عندما يتلقى شخصٌ ما أمراً من الله، عليه أن يعتبر نفسه خادمًا وينفِّذ الوصيّة بالكامل بكلِّ العزيمة والقوَّة التي يعطيه إياها الله.

كانَ داودُ بمثابة راعي إسرائيل الذي يطلب العليَّ دائماً من أجل صالح الشَّعب ويبذل كلَّ ما في وسعِه لحمايتهم وفقًا للقصدِ الإلهي. الله يخلِّصنا وينقذنا ويُعدّنا لنتصرف بالمثل لصالح شخصٍ لا يعرفُ اللهَ. ولكن إذا اعتبرنا أشياءً أخرى أكثر أهميةٍ للحديث عنها من يسوع المسيح، فبالتأكيد سوف نسمح للعدوِّ بغزو قلوبنا ونشر الزّوان بيننا. لا تنجذبْ إلى الإغراءِ أبداً.

لقد أخضع إبراهيمُ نفسَه لإرادة الله عندما دُعي لترك أرضهِ والذَّهاب إلى مكانٍ مجهول سيريه اللهُ إيَّاه. لقد قضى معظم حياته باحثاً عن المدينة التي أسّسها الله وبناها، لكنه لم يجدها أبدًا. ومع ذلك لم يستسلم ولم يقُلْ إنَّ البحثَ عديم الفائدة أو أنَّه لن يجدها أبدًا. ولكنّه وجدها بعد موتهِ وسيظلُّ هناك إلى الأبد! يَجدرُ ذلك حقاً.

لقد خدمَ بولسُ الرَّسول الربَّ في الأماكن التي لم يصل الإنجيلُ إليها من قبل، وتألم كثيرًا بسبب ذلك. لكنَّه فرحَ بآلامهِ لأنَّها حسبَ إرادة الله. ليجعلك القديرُ دائماً في مكانةٍ عالية. مدركاً خطته ودعوته ليكون إلهك وربُّك اليوم وإلى الأبد. إنَّها الحياة التي يجدرُ بنا أن نعيشَها فعلاً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز