-
-
اِذْبَحْ للهِ حَمْدًا، وَأَوْفِ الْعَلِيَّ نُذُورَكَ، (المزامير ٥٠: ١٤)
كانت ممارسةُ التّقدمات الحيوانيَّة في العهد القديم أمراً شائعاً، من أجل مسرَّة القدير. لكنَّ هذه الممارسات لم تعُد موجودة في العهد الجديد. حتى أنَّ الربَّ في العهد القديم كان يقول دائماً بأنَّ أكثر الذبائح التي تسرَّه هي القلبُ الأمين والتائب. إلا أنَّه تمَّ تعليم بعض الناس صنع ذبائح أخرى للحصول على رضاه، لكنَّ هذا لم يوصَ به في الإنجيل. يرغب العليُّ بأن نؤمن بكلمته فقط.
ترمز ذبائحُ الحيوانات في شريعة موسى إلى حملِ الله الذي يرفع خطيَّة العالم. فإنَّ إراقة تلك الدِّماء ستغطّي فقط خطايا الناس، لكنَّها لن تزيلها. لكنَّ دم المسيح الذي سُفك على الصَّليب في الجلجثة ختمَ على مكانتنا أمام القدير. وسيكون ربَّاً ومخلِّصاً لكلِّ من يؤمن بما فعله للبشريَّة، وينال الغفرانَ والحريَّة من الدّينونة الأبديَّة.
لقد استوفى المسيحُ كلَّ متطلَّبات المعاناة المتمثّلة في التّضحية أو دفع الثمن لجميع البشريَّة من خلال سفكِ دمه الثَّمين. يريد اللهُ أن يؤمن الناسُ بما فعله من أجلهم. نرى في بعض الأوقات أنَّ المبشّرين يقلّلون من النِّعمة، متحدّثين بأمور غير صادرة من السَّماء. فإنَّهم يبتدعون متطلباتٍ ليست ذات شأنٍ ليحصل الناس على الخلاص، إلّا أنَّ الإنجيل يقول إنَّنا إنْ آمنّا واعترفنا باسم يسوع خلُصنا.
نحن نسرُّ الله عندما نسبِّح ونمجِّد اسمه على صلاحه، فتظهر الإعلاناتُ التي تغيّر حياة الآخرين. لذلك، أنت الآن في لحظتك المفضَّلة. ثمَّ، إنَّك تتحرَّر من الغضب القادم والمُعلن من السَّماء من خلال سماعك للكلمة. وسوف تُقبل صلاتك من قِبل الله الذي يملك القوَّة على الاستجابة.
أوفِ بنذوركَ للآبِ، ولا تخطئ مرَّة أخرى. وكرِّس ذاتك لتكون أداةً لخير الناس الذين يعانون بين يديّ الشرّير. وهذا الأمر لا يتطلَّب ذبيحةً، لأنَّك تطلب ذلك بمعونةِ الله، وبالتالي تُباشر قوَّته بعمل وتحقيق ما أردته. فلا تتأخَّر في المطالبة بما هو لك.
إنَّ النذور أمرٌ مقدَّس، لأنَّك تتقرَّب من العليِّ عندما تفي بها، الأمرُ الذي سينتهي ببركات لا تُحصى. فإذا كانت رغبةُ تقديم الذبيحة قادمة من العليِّ، فإنَّه سوف يزوِّدك بالشروط اللازمة لها. ولكي يتمَّ ذلك، عليك أن تسهر وتتيقَّظ وتُتاح للعمل الإلهي.
يصبحون حمقى كلُّ الذين لا يوفون نذورهم، فيجب ألَّا يتلاعب الشخص مع الله، لأنَّ الإنسان يحصد ما يزرعه. فإنَّك من خلال الوفاء بما تقوله للآب تبلغُ المكانة التي يتوقَّعها الله لك لكي تنال معونته. لا تشعر بالضَّغط أبداً للوعد بشيء ما، بل أطِع الرُّوح القدس إن أرشدك لذلك! جهِّز نفسك وانتظر معونته. هللويا!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز