رسالة اليوم

17/07/2024 - من هُم شركاؤك؟

-

-

فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ. (أفسس7:5)

استخدمَ اللهُ بولس الرَّسول ليعلنَ شيئًا هامًا لكنيسة أفسس، قائلاً إنَّ الذين يعيشون حياة غير أخلاقية لا ينبغي لهم أن يشتركوا مع أبناء الله. فالشَّريك هو الشَّخص الذي يتعاون معنا ويؤثر بطريقة أو بأخرى على سلوكنا. في ذات الوقت، لا يجب أن نتخلَّى عن الضَّالين لأنَّنا بحاجة إلى تبشيرهم، ولكن لا يمكن أن نصبحَ أصدقاءً لهم.

يجب على كلِّ ابنٍ لله أن يقلِّد خالقه في الواقع. فهوَ يحبُّ الجميع ويأمر جميع الذين يعيشون في الشَّر أن يتوبوا ويتجنَّبوا الطَّرح في الظلمة الخارجية (متى 25: 30). ولكن لا يمكننا تحقيق هذه المهمَّة إذا كان لدينا غرورٌ. بل على العكس يجب أن نمتلئ بالعاطفة، لأنَّ الهدف هو إرشادهم إلى معرفة الحق. يريدُ الربُّ أن ينيرَ الخطاة حتى يَخلصوا.

ينبغي على القدّيسين أن يسلكوا في محبَّة الله، ولا يميلوا إلى أيٍّ من أعمالِ الجحيم. كما ينبغي نقلُ الرِّسالة إلى النَّاس الذين يعيشون في الخطأ. لكن إذا استمرّوا في ممارسة الإثم أمام الربّ فسوف يهلكون إلى الأبد. ومن يترك هذا العالم دونَ أن يتصالحَ مع الآب يُطرَح في البُحيرة المتقدة بالنَّار والكبريت إلى الأبد.

لا ينبغي تجنُّب التَّحدُّث إلى غير المؤمنين. بل أن نبحثَ عنهم وألّا نحوّلهم إلى رفاقٍ لنا، يجب إيقاظهم من سباتِهم الخاطئ، وجعلهم يؤمنون بيسوع ويصبحون أمناءً له. يُمكننا أن ننقل محبَّة الله من خلال الكلمات والأفعال. وبمجرَّد نوالهم الخلاص، يُصبحون شركاءً لنا.

شركاؤنا الحقيقيُّون يجب أن يكونوا خدام الربّ الذين عاشوا في الماضي، والذين يعيشون اليوم، لأنَّنا بحاجة على تعلّم أشياءٍ كثيرة منهم. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الأمثلة التي تركَها أبطالُ الكتاب المقدَّس لنا تستحقُّ أن نتبَعها. ولا يمكننا أن نتبع تصرُّفات الذين ما زالوا بحاجة إلى طاعة الربّ. الشَّيء الصَّحيح الذي يجب فِعله هو أن نكون غيورين للالتزام الذي قطعناه على أنفسِنا وأن يكونَ يسوع هو معيارنا الوحيد.

وماذا عن السَّير مثل إبراهيم الذي تركَ أرضَه وذهبَ إلى المكان الذي أخذه الربُّ إليه؟ بالتأكيد لديه أشياءً ليعلّمنا إيّاها. وكذلك إسحق ابنهُ، الذي منعتْ مهابتُه يعقوبَ من أن يرفعَ يدَه على لابان عندما غيَّر أجرته أكثر من عشرِ مرَّات. كما أنَّ يعقوب نفسه كان أمينًا لله في كلّ شيء، ولهذا تمّ اختيارُه ليأتي المخلّص من نسلهِ.

هناك العديدُ من الخدام الآخرين الذين يُمكن اختيارهم كشركاءٍ لنا اليوم. إنَّ المثال الذي تركه القدّيسون يساعدنا على التقرُّب من الله، وتحقيق دعوتنا دون تردُّد. الهدفُ الأساسي هو السَّير مع الآب السَّماوي والاستمتاع بحضورهِ والابتعاد عن الشَّر. ثِقْ، فالله سيُظهر لك خدّامه الحقيقيين.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز