فَإِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ، وَالآكَامَ تَتَزَعْزَعُ، أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَ يَزُولُ عَنْكِ، وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ، قَالَ رَاحِمُكِ الرَّبُّ. (إشعياء 10:54)

قراراتُ الرّب لا تتغيّر، فهي أبديّة. فنظرته وحبّه ورحمته علينا تبقى للأبدِ، بسبب العهد الذي قطعه بدم يسوع للأبد. الله القدير لا يتغيّر ولا حتى قراراته. كلّ شيء يمكن أن يتغيّر إلّا هو، فهو الصَّخرة التي نبني عليه إيماننا (إشعياء 4:26).

فعندما أحبّنا الله وجعلنا من شعبه، لم يندم على هذا. فلا يهمّ إن كانت الجبال ثابتة لأنَّها ستزول والآكام ستتزعزع، لكن إحسانه لا يزول، حتى لو تجاهلناه، فالذي فعله لأجلنا سيبقى للأبد.

فقلبُ الله الرّحيم جعله ينظر إلينا نحن الخطاة، وأحبّنا بالرّغم من عدم كمالنا. فمهما حدث لن تتركنا رحمته، بل سنكون أمامه كمحامي نرافع عن قضيّتنا.

فإن كنت يا عزيزي القارئ قد انغمست في الخطيئة، واقتنعت أنّ الله لم يعد مهتمّاً بك، فلا تدع الشِّرير يخدعك، لأنَّ محبته الكبيرة لا يمكن أن تتركك، وهي تعمل لصالحك دائماً.

لدينا نعمة إلهيّة ذات أهميّة كبيرة: وهو العهد الأبديّ الذي تمّ من خلال دم يسوع المسيح، وهذا العهد يتطلّب أن ننال الغفران لكلّ خطايانا وكلّ البركات من الله، وفي هذه العطيّة مصيرنا مختوم للأبد. فلا أحد يمكن أن يخطفنا من يديّ الرّب إلهنا (يوحنا 27:10-30)

فكلّ هذه الأشياء تنتمي لنا، بسبب المحبة المقدّسة التي بيننا. فلا منفعة من أن نترك محضر الرَّب ونصدّق كذب العدوّ. فنحن أفضل ما خلق الله ويريدنا أن نزدهر. فعندما أخطأ داود مع بثشبَع، أرسل الله النّبي ناثان ليوبّخ الملك ليتجنّب الانفصال عن الرّب (2 صموئيل 12).

والله الآب يفعلُ ذاتَ الشَّيء مع كلِّ النّاس المخدوعة بالخطيّة ومن يترك محضره، فلا يهمّ كم ابتعدت عن الرّب، عُدْ الآن، فقد حان الوقت لتتقترب من الله.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز