-
-
كَمَا سَمِعْنَا هكَذَا رَأَيْنَا في مَدِينَةِ رَبِّ الْجُنُودِ، فِي مَدِينَةِ إِلهِنَا. اللهُ يُثَبِّتُهَا إِلَى الأَبَدِ. سِلاَهْ. (مزمور8:48)
يجب أن ننتبهَ إلى ما تقوله كلمة الله عن الربّ، لأنَّ الوصفَ يشبه صورةً له. لن يعرفَ أحدٌ الربَّ خارجَ الكتاب المقدَّس، وهذه المعرفة مُعطاةٌ لنا من الرُّوح القدس. وعندما تفهم ما يُمكن أن يفعله لأجلك، ستعاينُ أعماله.
الله روحٌ، فلا تنتظر أن ترى رجلاً ذو لحيةٍ بيضاء، مثل تلك التي رسمَها الفنانون في العصور الوسطى. ستشعرُ به في قلبك بملء جوهره القويّ. تمامًا كما حدث عندما حمى الربُّ إبراهيم في مِصر، وعندما استخدم داودَ لينتصر في المعارك، وأنار إشعياء ليكتب عن أسرارٍ قويَّةٍ يمكن أن تساعدنا للسُّلوك حسبَ الحقّ. الإيمان بالمَسيح يُظهر لنا ماهيّة الله تماماً.
يقولُ المرنّمُ إنَّه عرفَ الله من خلال الاستماع إليه، وقد رآه أيضًا في مدينتهِ. يتحدَّثُ الكتاب المقدَّس عن القدير بشكلٍ شخصيّ، كشخصٍ يقف إلى جانبنا كي يحميَنا ويؤيّدنا بالقوّة. عندما يمنحنا الرُّوح القدس فهمًا للكلمة، يكون الأمرُ كما لو كنا نرى العليَّ في مدينته، مستعدًا لدخول المعركة حتى نحققَ النَّصرَ.
يجب أن نسمعَ أوَّلًا عن الربُّ، ثمَّ نراه في مدينتهِ كالعظيم والمستحقّ كلَّ تسبيح. عندها يُعطينا الإيمانُ الفهمَ للَّحظة المحدَّدة التي يجب أن ندخلَ فيها المعركة ضدَّ قوى الشَّر - الأرواحُ النَّجسة التي تسبّبُ الألم لنا. وسنشعرُ بالقوّة الإلهيّة التي تقودنا إلى إبطال أعمال الظلمة في نفس الوقت. عندما نرى الآبَ السَّماوي، لن نعودَ كما كنّا أبدًا.
يُعرَفُ إلهُنا بأنَّه الملجأ الأعلى والمأوى لكلِّ من يؤمن بهِ، في مدينتهِ قصورٌ كثيرة. كلُّ ما للعليِّ يَظهر بطريقة مذهلة، لأنَّ هذه هي حقيقته. عندما تقبل الإيمان بالمَسيح، ستصبح أكثر من منتصرٍ. وإذا احتجت يومًا إلى أن تبحثَ عن ملجأٍ، فلا تتوانى، آمنْ بالله وادخل إلى حصنهِ الآمِنْ.
إنَّ الملوكَ الذين رأوا الربَّ تعجَّبوا وخافوا وهربوا بسرعةٍ. عندما تكون المعركة صعبة للغاية، انتظر حتى تراه قوى الشَّر، فمن المؤكد أنها ستصبح يائسة. سوف تتوقف عن مهاجمة العدوّ عندما يقاتل الله إلى جانبك. كم سيكون الأمرُ جيدًا لو حدث ذلك الآن؟ الشَّيء الوحيد الذي يجب القيام به هو الإيمان.
إنَّ الربَّ يتجاوز كلَّ ما يُمكن أن تصفه الحكمة البشرية، لأنَّه يفوقُ أيَّ معرفة تأتي من البشر. ومن لا يسعى إلى معرفته يخسرُ الكثير، لأنّه الحلَّ لكلِّ مشكلة. لا توجد طريقة أخرى لتصبح سعيدًا وحرّاً ومخلَّصًا إلَّا من خلال معرفة الله.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز