رسالة اليوم

19/07/2024 - تحتَ اللَّعنة

-

-

لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». (غلاطية 10:3)

هناك فرقٌ كبيرٌ بين النَّاس الذين يحاولون تبرير أنفسِهم بأعمالِهم حسبَ شريعة موسى، وبين الذين يعيشون في ظلّ النِّعمة. لأنَّه لا يمكنُ الوفاء بكلِّ متطلّبات العهدُ القديم، إذ يعيشون تحتَ اللَّعنة التي يفرضها النَّاموس على كلّ من يخالفه. أمَّا الذين يعيشون بالنِّعمة، فيمكنهم الوصول إلى وعودِ الله، مُدركين كفاية الإيمان بالكلمة.

أولئك الذين يبرِّرون أنفسَهم لأنَّهم يحفظون السَّبت، أو أيّة وصيَّة أخرى أعطاها موسى، يرتكبون خطأً كبيراً. لقد وضَعوا أنفسَهم خارج كفاية النِّعمة. وكأنَّهم قد تخلّوا عن العَمل الذي قام به ابنُ الله والذي أتاحَ لنا أن نخدمه بشكلٍ كامل دون شكاية. لماذا نرفضُ ما هو أفضل؟

علينا أن نؤمن بالنِّعمة المُعطاة لنا فقط، حتى لا تسيطر علينا الخطيَّة فيما بعد. كلُّ من يؤمن بالربّ، يُحسَبُ له إيمانه برّاً. فمن الأفضل أن نكونَ ضِمنَ هذا الميثاق الجديد بدلاً من العودة إلى إرهاب النَّاموس. لا يوجد شخصٌ مبرّرٌ، سواء كان مسيحيَّاً أم لا، دون غطاء النِّعمة الإلهيَّة على حياته. وينبغي أن تكون هذه رسالتنا إلى كلِّ شخص. وهكذا يشترك الجميعُ بذات المنفعة عندما يؤمنون.

نحن لسنا أحرارًا كي نفعلَ الخطيئة بعد فدائنا، لأنّنا مدعوُّون لحياةٍ مقدَّسة. فكما كانت هناك مدنٌ تُستخدم كملاجئ للقتلة الذين لم تكن لديهم نيَّة القتل، كذلك هناك ملجأ بيسوع من وليِّ الدَّم. فهو ملجأنا وحصنُنا. إنه سِترنا الحالي وفي أوقات الضِّيق. كلُّ من يحصل على التَّبرير سيُسمح له بالدُّخول إلى حضرة الربّ.

إنَّ القاتل الذي كانت نيَّته القتل يُقتل على يدِ وليّ الدَّم. لكنَّ الذين ارتكبوا الجريمة دون قصدٍ يمكن أن يجدوا مأوى في هذه المدن حتى تحاكمهم جماعة العدالة. لا يهمَّ ما فعلته في الماضي، لأنك وجدتَ ملجأً في ابن الله من خلالِ العهد الجديد الذي قدَّمهُ يسوعُ لنا، ولا يستطيع المُنتقم أن يمسَّكَ.

لا يُمكن للقاتلِ أن يُغادرَ مدينة الملجأ حتى لو تبرَّأ، إلَّا بعد وفاة رئيس الكهنة. وإذا غادر المُذنبُ المدينة بينما كان ذلك الزَّعيم الدِّيني على قيد الحياة، يمكنُ لوليُّ الدَّم القضاء على حياته ولا يترتّب عليه محاكمةً لقاءَ ذلك. وبنفس الطّريقة، كلُّ من يرتدّ عن النِّعمة يقعُ في أيدي المنفِّذين الذين يعاقبونه مرَّة أخرى. لماذا لا نبقى في المكان الذي اختاره اللهُ لنا كأفضلِ مكان لأولاده؟

يمكنُ عودة المذنبِ إلى حياته الطبيعية بعد موتِ الكاهن. وهكذا نحنُ آمنون في المَسيح لأنّنا قد تبرَّأنا. إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. لماذا لا نعيش وِفقَ قانون الحرِّية؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز