رسالة اليوم

23/07/2024 - لا يحدثُ شيءٌ إنْ لم يكُن من اللهِ

-

-

هَلْ قَتْلاً قَتَلَهُ حَزَقِيَّا مَلِكُ يَهُوذَا وَكُلُّ يَهُوذَا؟ أَلَمْ يَخَفِ الرَّبَّ وَطَلَبَ وَجْهَ الرَّبِّ، فَنَدِمَ الرَّبُّ عَنِ الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَلَيْهِمْ؟ فَنَحْنُ عَامِلُونَ شَرًّا عَظِيمًا ضِدَّ أَنْفُسِنَا». (إرميا ٢٦: ١٩)

عندما يرسلُ الله شخصاً لينقلَ رسالةً إلى شعبه أو إلى الضّالّين، فلا يجب على هذا الشخص أن يخاف من التهديدات التي يُمكن أن تظهرَ أثناء رحلةِ طاعته، ولا أن يتخلَّى عن نشرِ تلك الرسالة. لأنَّه إنْ استسلم للخوف، فسوف يكون غيرَ مؤهَّل لخدمة الربِّ. ولن يمسَّه شرٌّ إن كان ينوي طاعة الأمرِ الإلهيّ، لذلك عليه ألَّا يخاف مّما يقوله إبليسُ بشأن ما سيفعله ضدَّه.

كانت أيامُ إرميا صعبةً، لأنَّ يهوذا قد فسد بالكامل وابتعد جداً عن الربِّ. ليس ذلكَ فقط، لكنَّ الشعب لم يكترث للذين أكرموا الأشخاص الذين دعوا أنفسهم آلهةً. وقد قال الحكمُ الإلهي بأنَّهم سيذهبون إلى السَّبي في بابل، وما يؤسف حقاً هو أنَّهم رفضوا الإصغاء. لطالما أنبه الربُّ شعبه من عدم الاستسلام للخطيَّة، لكنَّ الكثيرين لم يطيعوه، وبالتالي ضلّوا إلى الأبدِ.

قال الكهنةُ والأنبياء وجميع الشعب إنَّ إرميا استحقَّ القتل بسببِ نقله لرسالة الله. وكإنسانٍ شعر باقترابِ نهاية أيامه، لكنَّه علم كخادمٍ للربِّ بأنَّه سوف يحفظه، وبالنِّهاية لن يحدث له شيءٌ رديء. إذن، يجب أن يكونَ هذا هو يقينُنا! لأنَّنا في كلِّ وقت نحتاج أن نقدِّم اختبارَ إخلاص إيماننا.

لم يكُن إرميا مسؤولاً عن طبيعة رسالة الله التي أُعطِيت له، لكنَّ الناس خطّطوا لقتله لأنَّها كانت رسالة صريحة. فعندما سمع الحكَّام عن ذلك، غادروا قصرَ الملك وذهبوا إلى بيت الربِّ. وهناك علموا ما أرادت السّلطات الدينيّة فعله مع النبيّ. لدى الله دائماً طريقة مناسبة للعمل من أجل الذين يخدمونه. آمين!

لقد سمحوا لإرميا بالدفاع عن نفسه، ومن ثمَّ أجابهم بما قاله مسبقاً: يجب أن تستقيمَ سبلُ وأفعال الجميع، وأن يسمعوا صوتَ الله، لكي يمنعَ الشرَّ عنهم. ثمَّ أعلن النبيُّ بأنَّه بين أيديهم وبإمكانهم أن يفعلوا به كلَّ ما أرادوا، لكنَّهم إن قتلوه فسوف يكونُ دمه البريء عليهم. من ثمَّ، توصَّل الولاة إلى أنَّ النبيَّ لم يفعل شيئاً يستحقُّ الموت.

وقف في تلك الّلحظة الشيوخُ وتذكَّروا أنَّه في أيام حزقيَّا تنبّأ ميخا عمّا سيحصل لصهيونَ وأورشليم. ولم يقتل حزقيّا النبيَّ فور سماعه لذلك، بل خضع للأمرِ الإلهي، وغيَّر الله حكمَ شعبه. هذا ما يريد الربُّ أن يفعله عندما يحذِّرنا من عدم السّلوك في طريق الخطاة. إلّا أنَّه لم يُصغِ يهوذا إلى التّحذيرات، وبالتالي ذهبَ إلى السبي.

إنَّ الدّرس الذي نتعلَّمه من هذه القصّة: إنَّ الله سوف يفعل ذات الأمر مع خائفي اسمِه، ويغيّر حكمهم من أجلِ إتمام قوله. ماذا ستفعل الآن؟

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز