-
-
لِذلِكَ سَمِعَ الرَّبُّ فَغَضِبَ، وَاشْتَعَلَتْ نَارٌ فِي يَعْقُوبَ، وَسَخَطٌ أَيْضًا صَعِدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، (المزامير ٧٨: ٢١)
إنَّ السرَّ هو عدم وضع قاعدةٍ في الحياة تنصُّ على أن نخرج تذمُّر قلوبنا في وقتِ المصاعب. لذا، علينا أن ننتبه لكلماتنا، خصوصاً عندما نتحدَّث إلى الربِّ. إنْ كنَّا نواجه أيَّ تحدّيات، فيجب علينا أن نفرحَ بحقيقة أنَّه صالحٌ؛ ومن ثمَّ ستتأكَّد لنا هذه الحقيقة عندما تنتهي الصّعوبات.
سيجلبُ الله في غضبه الدينونةَ على الذين لا يكترثون للأعمالِ التي عملها. وسوف يواجه الشّخص الذي أغضبه عقاباً يجعله يفكِّر مرَّتين قبل أن يرتكب ذات الخطأ ثانيةً. يعمل العليُّ أفكاره نحونا، ولهذا السبب سوف يردّنا بالمحبة إنْ ابتعدنا عنه، وإلّا سوف نضلُّ إلى الأبد. إنَّه يحبُّنا حقاً!
لقد اشتعلت نارٌ على إسرائيل في ذلك اليوم، وسوف يحدث شيءٌ خطير جداً للذين أغضبوا الربَّ. كان على رؤساء الشّعب الخضوع للعليِّ. وبعدئذٍ، لولا محبَّة الله لهم؛ لما تركوا عبوديَّةَ مصر. في نفسِ الطريقة، يجب على المسيحيّين المولودين ثانيةً أن يسرّوا الآب، لأنَّه لو لم يمُت المسيح لم يتحرَّروا أبداً.
يا لشعبِ إسرائيل المسكين! فإنَّهم لم يفكِّروا بكميّة المعاناة والألم اللذين سيختبرانهما برؤية عدد غير محدودٍ من النّفوس الضَّالة، بسبب الموقف الفظ الذي أظهروه تجاه الربِّ. إذن، لا تكُن عديمَ المسؤوليَّة إلى حدِّ التصرُّف مثلهم. فيجب أن نتكلَّم مع الله بكلمات قليلة، وبخوف شديد. في الحقيقة، نحن عبيده وقد سمح لنا بالتقرُّب منه والصّلاة له بكثرةِ رحمته.
يعلم الربُّ كيف يفصل لنفسه الذين يحبّهم؛ الناس الذين يعرفون ويحفظون وصاياه، فيحفظهم في أزمنة الضّيق. سيكون من الجيّد لو أنّ هناك في وسط شعب الله أناسٌ لا يجعلونه غاضباً، وهكذا سوف يسيرون بالتّأكيد من نصرةٍ إلى نصرةٍ بالفرح الإلهي. لم يفكِّر قادة العائلات أولئك بأفعالهم الشريرة، وانتهى بهم الأمر بدفعِ الثّمن بحياتهم. يا ربُّ، ارحمنا!
اختار بنو إسرائيل أن يجرِّبوا الربَّ بعدما رأوا تمديده لهم بالماء في الصّحراء، الأمرُ الذي كان لا بدَّ أن يسرّهم ويجعلهم طائعين لله من كل القلب، لكنَّهم سألوه بطريقةِ التَّحدي إنْ كان يقدر أن يزوّدهم بالّلحم. حسناً، يجب أن يتمَّ إكرام الربِّ وعدم الشكِّ بمصداقيّته، وألّا يتم مضايقته. يجب علينا أن نطلب المشيئة الإلهيَّة وألّا نحيد عنها.
أثبت الله أنَّه قادر على تلبية رغباتهم الجسديَّة، لكنَّه أظهر عدم رغبته في فعل ذلك في وسط أولاده. ثمَّ دفع القادة ثمناً باهظاً لأنَّهم تكلموا بعدم مسؤوليَّة. تذكَّر: يكونُ الله طاهراً مع الطاهرين، ومع الأعوج يكون ملتوياً (مزمور ٢٦:١٨). لا تغضبه أبداً!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز