-
-
لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ. (رومية ١: ١٨)
إنَّ الأشخاصَ الذين يعرفون الحقَّ ولكنْ اختاروا أن يفعلوا الخطأ مساكينٌ. وبالرَّغم من أنَّهم يدعون أنفسهم "متحوّلين" ويقولون بأنَّهم يعيشون في شركةٍ مع الله، إلّا أنَّه في الحقيقة يستخدمهم العدوُّ. إنَّ التحذير في هذه الآية صريحٌ جداً، وسوف يصبح حقيقة في حياة الناس الذين يحاولون خداع الربِّ العليم (العالم بكلِّ شيء)، والعليم (حتى بجميع أفكار الكلِّ)، والعليم (الذي يقدر أن يفعل كلَّ ما يريد، لأنَّ له كلُّ القدرة).
عندما يفقد أحدهم احترامه للعليِّ، لا تعود تعنيه الوصايا فيما بعد. حتى وإنْ حصلت المعجزات بشكل غريب في حياته، لكنَّ هذا لا يعني بأنَّه على ما يُرام. تحدث المعجزات في أحيانٍ كثيرة بسبب إيمان الشخص الذي يطلبها، وليس بسبب الشخص الذي يعظُ. لذا، حينما يبدأ شيء خاطئ بالحدوث في حياة أولاد الله، عليهم أن يفحصوا أنفسهم ويطلبوا من الربِّ أن يمتحن قلوبهم.
إنَّ ناموسَ الله؛ أيْ كلمته، هي الطريقة الوحيدة التي تمكِّننا من معرفة أنَّنا نطيعه بشكلٍ صحيحة، والشَّهادات التي أعطاها من خلال الكتاب المقدَّس (إشعياء ٢٠:٨). فإنَّنا نملك تأكيدَ شركتنا معه عندما نطيعه. إلَّا أنَّه إنْ لم نحصل على ذلك التَّأكيد، فهذا يشير إلى ابتعادنا عن المقاصد الإلهيَّة. وبالتالي، علينا توقُّع قدوم غضبه. اِرحمنا، يا ربُّ!
لا يعلم الكثيرون بأنَّ الذين يستخدمون السّلطان الممنوح لهم أنَّهم بالحقيقة خدَّام العلي، ولهذا السّبب يجب عليهم أن يتحدَّثوا ويعلِّموا ويقوموا بمهامهم بحماسٍ. نحن مديونون للبشريَّة بالمحبَّة التي يشاركها الله معنا، والاختبارات الموجودة في كلمته والانتصار الذي حصلنا عليه بإيماننا بيسوعَ. فإنَّ سيرتنا الحسنة بإمكانها أن تكون أعظم رسالةٍ نكرز بها.
لقد قال المسيح إنَّه في اليوم الأخير سيكون هناك شكوى من الذين سيتمُّ فصلهم إلى جهة اليسار، ويتمُّ إرسالهم إلى الّلعنة الأبديَّة (متى ٤١:٢٥). ثمَّ سيقولون إنَّهم شفوا المرضى واستخرجوا الأرواح وتنبّأوا باسمه، لكنَّهم سيسمعون الآب يقول إنَّه لا يعرفهم. إنَّ الوضع أخطر مّما نتصوَّر. إذن، علينا أن نسهر لئلّا نقع في التجربة. افعل ذلك الآن، وإلَّا..!
سوف يحتمي غضبُ الله على جميع الكذَبة ومرتَكبي الإثم والظلم، فهو محبٌّ وقدّوس أيضاً. وهو يستخدم قدرته في تنقيةِ الكنيسة من النّاس الذين أسلموا أنفسهم للعدوِّ، ورفضوا رسالةَ الإنجيل المقدَّسة والأعمال الإلهيَّة البارَّة. فلا يجب أن نتهاون مع الله أبداً، بل أن نكون صادقين وأمناءً في كلِّ وقت. آمين!
من المستحيل أن تنالَ الخلاص وتعيش في الخطيَّة في ذات الوقت. يُمكن رؤية العلامة على عدمِ استنارة أحدهم من خلال الأكاذيب التي ينطقُ بها، وليس من خلال الاعتراف بالأخطاء والدوافع وراء قرارته. لكنَّ الذين ينتمون إلى الربِّ يعترفون بأخطائهم، حتى لو كانت تدمِّرهم. هل تنتمي إلى الله، أو هل سبقَ وانتميت له؟ افحصْ نفسك وقوّمها!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز