-
-
وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، (أفسس ٥: ٣)
تظهر الدَّعارة عادةً كأمر يرضي الناس. ولهذا السّبب، تمَّ الترحيب بها بين الناس الذين لا يخافون الربَّ. وعلى الرغم من سريّة هذه الممارسة الأثيمة، إلّا أنَّها أصبحت مقبولةً جداً في المجتمع اليومَ، حتى في القطاعات الأكثر تشدُّدٍ. وبهذا يحاول إبليسُ تحويل العلاقة الزوجيَّة المقدَّسة بين الرَّجل والمرأة إلى وسيلةِ فشلٍ للكثيرين. الرَّحمة!
إنَّ جمال الحبِّ لا يُطلب. فهذه الرَّغبة خلقها الله كأمرٍ طاهر ومسرٍّ، لكنَّ إبليس يحاول دائماً إفشال الغاية الإلهيَّة. ولذلك، تظهرُ في مكان الحبِّ الطاهر صورة أبٍ متعالٍ، أو من يدري، ربَّما صورة رئيس دينيٍّ يوافق سرّاً على الدَّعارة. لكنَّ الربَّ يدين الذين يفعلون مثل هذه الأمور، وأيضاً كلَّ من يوافق عليها.
يجب أن يُطرَد من قلوب الذين لا يريدون الوقوع في براثن مملكة الظلمة كلُّ ما يفسدُ خليقة الله. فإنَّ كلَّ إنسان لا يحترم ما حرَّمه العليُّ يفصل نفسه عن الربِّ، ويصبح خادماً للعدوِّ (١ تسالونيكي ٧:٤-٨). لكنَّ غضب الله سوف يضرب الذين لا يحقّقون غاية الله الأساسيَّة، متحدِّين إياه بأفعال تمجِّد الشيطان.
تتعلَّق النجاسة بالتحرُّر السائد في العالم، حيث يتمُّ السَّماح لممارسة كلِّ شيء، وقد آذت قداسةَ ومؤسّسة الأسرة. ولهذا السَّبب، تتمُّ في داخل غرفة نوم الزَّوجين المتساهلَين ممارسةُ الأمور التي يمارسها الناس في أدنى أماكنِ المجتمع. إلّا أنَّ الكلمة تعلن بأنْ يكون المضجَع مكرَّماً وغير نجسٍ؛ أيْ العلاقة الزوجيّة الخالية من الرذائل (العبرانيين ٤:١٣).
لا يقتصر الطمع على الممتلكات الماديَّة التي يجد البعضُ الصّعوبة في التخلّي عنها، حتى لو اضطرَّ إلى بيع نفسه للشيطان. كما يشير الطمع إلى الشّهوات غير السليمة الموجودة في الكثيرين. ثمَّ يشعر الكثير من الناس أثناء النظر إلى شخص ما في الرَّغبة في التواصل معه. فهذه هي العبوديَّة التي يحتاجون إلى التخلُّص منها بأسرع ما يُمكن.
يتمُّ التعامل أحياناً مع هذه الموضوعات حتى في مذبح الربِّ باستخفافٍ مملوءٍ بكلمات تحتوي على نيّات ثانية. فيصبح بهذا التصرُّف الشيء المقدس في الجوهر مصدرَ إحباط. يعطي هذا الانفتاح الفرصةَ للعدوِّ لزرع الرَّغبة في تجربة الأمور غير اللائقة عند ضُعفاء الفكر والإيمان والشخصيَّة، وبالنتيجة يواجهون الألم والحزن. لذا، اهرب من المُشيرين السيّئين، لأنَّهم يخدمون الشيطان!
لا ينبغي ذكرُ هذه الأمور بيننا، حتى في الخفاء (١ كورنثوس ١٨:٦). لاحظ: خُدعت حوّاء عندما اقتربت من الثَّمرة المحرَّمة، وبالتالي تلوّثت بالشرِّ. ورأت أنَّ الثَّمرة شهيّة للأكل، ومسرَّة للنظر ومرغوبة في إعطاء الفهم، لكنَّها كانت لهلاكها. في الحقيقة أنَّها فعلت إرادة الشيطان. وأنت، إنْ لم تنتبه فسوف تفعل كذلك الأمر.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز