-
-
لأَنَّ الرَّبَّ عَال وَيَرَى الْمُتَوَاضِعَ، أَمَّا الْمُتَكَبِّرُ فَيَعْرِفُهُ مِنْ بَعِيدٍ. (المزامير ١٣٨: ٦)
لا يدرك الكثيرون مدى الاحترام الذي يكنّه الربُّ للمتواضعين. تنصُّ الآية على أنَّ الله ينظر بشكلٍ خاصٍّ لهؤلاء الناس. مّما يعني، إنْ أردتُ أن يراني العليُّ ليعطيني المعونةَ والإرشاد والنصرة، فيجب أن أسعى إلى التواضع وأن أرتديه كلباسٍ في حياتي. والعكسُ صحيح، فأنا أعلم ما عليَّ فعله لينظر إليَّ الربُّ ويلاحظني.
إنَّ ميزات امتلاك التواضع كصفةٍ أو خاصيّة هي ميزاتٌ عظيمة، لأنَّ الكلمة تقول بأنَّه يتمُّ احترامهم. والآن، إنْ كنتُ أرغب أن يحميني اللهُ من مملكة الظلمة وهجماتها، فيجب أن أسلِّم وأخضع للمشيئة الإلهيَّة. وفي الوقتِ المناسب، سوف يتمُّ سماع صلاتي ومساعدتي. ليس هناك أمر أسوأ من عدمِ إكرام إيماننا أو الاستجابة لنا.
عندما يرانا الله متواضعين، نصبح مشابهين ليسوعَ الذي امتلك هذه الصّفة (متى ٢٩:١١). والآن، إنَّ المجيء إلى الآب وطلب مساعدته هي الطريقة الوحيدة لمشابهة المعلِّم وفعل ما فعله وبنفس الإتقان. لذلك، يجب أن تكون البساطة غايتك الأساسيّة أمام الربِّ. وهكذا، لن تزورك أرواح الخيانة الزوجيَّة وعدم الأمانة، وأيُّ خطايا أخرى.
كان الهدف هو إخبار ابنةِ صهيون عن مجيء ملكها الوديع، الجالس على أتانٍ وعلى جحشٍ ابن أتان (متى ٥:٢١). لاحظ أنَّ الكائن الذي خلق كلَّ الأشياء ويعرف كلَّ شيء وأنَّه الإله، أتى إلى هذا العالم في أجملِ طريقة ممكنة: بدون أمجاد البتّة. أو بالقول: لماذا قد أرغب بأن يروني بطريقةٍ مختلفة، في حين أنّي قد دُعيت من الآب لفعل مشيئته وممارسة السّلطان على الشياطين؟ ولماذا قد أرغب بالإكرام؟
ليس الأعظم في ملكوت السَّماوات هو الذي يصرخ أو يعرض ملابساً فاخرة ويتباهى بممتلكاته، ويروِّج لنفسه. في الحقيقة، يظنُّ الكثيرون أنَّهم عظماء بنظر الله، لكن عندما تأتي مشكلةٌ أو يصيبهم مرضٌ، يسألون الربَّ عن حلٍّ أو شفاء لن يحدث، ومن ثمَّ يدركون أنَّهم ليسوا مميَّزين جداً. فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. (متى ١٨: ٤).
لا تسمح للغرور بالدخولِ إلى قلبك، لأنَّه يجلب الإهانة والعار والهوان، وأعمالاً أخرى للجسد (غلاطية ١٩:٥-٢١). وبالتالي، يعرف القدير المتكبِّر من بعيد، حتى لو سعى جاهداً لإثبات غير ذلك لكي يسرَّه. يوجد أناسٌ غير يقظين، لأنَّهم بالرَّغم من معرفة تأكيد كاتبِ المزمور، إلّا أنَّهم يصرّون على فعل عكس التصرُّف الصحيح والمتوقَّع منهم كأولاد الله. ولهذا السبب، لا يجدون أيَّ استجابة عندما يصلّون طالبين النَّجاة.
تقول الكلمة بأنَّ الربَّ أنزل الأعزّاء عن الكراسي (لوقا ٥٢:١)، لأنَّ أكاذيب العدوِّ جذبتهم ولا يحترمون الآخرين، بل يسخرون من المتواضعين. والسبب في عدم سماع صراخهم وتضرُّعاتهم، إنَّهم لم يتغيّروا بالحقيقة. من الأفضل أن تتواضع! آمين؟
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز